مهن شاقة يرفع أصحابها التحدي في رمضان

عمال لا تثنيهم الحرارة ولا الصيام عن العمل

عمال لا تثنيهم الحرارة ولا الصيام عن العمل
  • القراءات: 3777
زبير.ز زبير.ز

رفع عدد من ممارسي المهن الشاقة التحدي من خلال مزاولة نشاطهم خلال شهر الصيام، الذي تزامن مع أعز أيام فصل الصيف التي تعرف ارتفاع درجات حرارة، ليعطوا بذلك أحسن مثال عن مقولة «العمل عبادة» ويردوا بشكل واضح على بعض الأشخاص الذين يتحججون بالصيام للدخول في شبه راحة، ليعلنوا شهر رمضان كشهر للخمول والكسل بعيدا عن تعاليم الدين التي تحث على مضاعفة العمل خلال هذا الشهر المبارك.

ورشات البناء لا تتوقف وبناءون يعملون تحت حرارة 40 درجة

من أهم الأعمال الشاقة التي لا تتوقف خلال رمضان، مهنة البناء، حيث يزاول البناءون أشغالهم منذ بداية النهار إلى ساعات متأخرة منه، تحت أشعة الشمس التي تتجاور الأربعين درجة في أغلب أيام الشهر الفضيل الذي تزامن هذه السنة مع شهر جوان، حيث يرفض ممتهنو هذه المهنة المتعبة الركون للراحة بالنظر إلى الطلب الكبير على أشغال البناء عبر مختلف الورشات التي تبني سكنات وعمارات جماعية أو تلك الورشات الصغيرة التي تقوم بتشييد مساكن وفيلات لخواص، حيث تشهد ورشات البناء حركة عادية، على غرار أيام الإفطار، ويفضل البناءون وأعوانهم بداية العمل مبكرا ابتداء من الساعة السابعة صباحا من أجل الإنهاء مبكرا في حدود الواحدة أو الثانية زوالا، وهي الساعة التي تصل فيها درجات الحرارة إلى ذروتها.

فلاحون لا يكترثون بالحرارة والصيام في موسم الحصاد

تزامن شهر رمضان خلال هذه السنة، مع انطلاق موسم الحصاد في قطاع الفلاحة، وهو الأمر الذي أدخل عددا من الفلاحين في نشاط دؤوب من أجل جمع المحصول الذي زرعوه خلال الأشهر الفارطة، والخاص بمحصول القمح بنوعيه الصلب واللين وكذا الشعير، حيث انطلقت عمليات الحصاد عبر عدد من ولايات الوطن خلال الأيام الفارطة في أعز أيام الحر وتزامن ذلك مع شهر الصيام، إلا أن هذه العوامل لم تعرقل الفلاح الذي تحدى ظروف الطبيعة وخرج إلى الحقل تحت أشعة شمس حارقة، كله عزم ومثابرة من أجل الحصول على قوت عائلته من جهة، ومن جهة أخرى المساهمة في ضمان الاكتفاء الذاتي الوطني.

عمال المخابز يتحدون حرارة الصيف، الصيام والأفران

يعتبر عمال المخابز من بين العمال الذين يقدمون تضحيات كبيرة خلال شهر رمضان، بالنظر إلى أجواء الحرارة التي تميز الشهر، تضاف إليها الكميات الكبيرة التي يحظرونها من الخبز لتلبية طلبات المواطن، ويبدأ عمال المخابز في تحضير الخبز في أول الساعات من الفجر، قبل أن تشتد درجات الحرارة، حيث يتم عجن الخبز بكل أنواعه قبل وضعه في الأفران التي ترفع من درجة حرارة المكان إلى أكثر من 50 درجة، ورغم هذه الظروف الصعبة، إلا أن الخبازين يقومون بعملهم على أحسن وجه ودون تقصير أو تكاسل، مما يجعلهم يستحقون الثناء، ويزداد عمل المخابز مع اقتراب أيام العيد، حيث تلجأ العائلات الجزائرية لتحضير الحلويات التي يتم طهيها في أفران هذه المخابز التي تعمل دون انقطاع.

تقدير لعمال البلدية والنظافة

من جهتهم، يقوم عمال البلديات عبر مختلف أنحاء الوطن، خاصة الذين يتكفلون بالعناية بالمساحات الخضراء أو إصلاح الطرق أو حتى النظافة، بالعديد من الأشغال بشكل عادي خلال شهر رمضان، ورغم ارتفاع درجات الحرارة تصادفك على الأقل ولو مرة واحدة في اليوم مجموعة من هؤلاء العمال الذين يضعون صدريات باللونين المعهودين؛ البرتقالي أو الأخضر، وهم يقومون بأشغال السقي أو الترميم والتنظيف خلال ساعات اليوم، فرغم أجرتهم الضعيفة، إلا أنهم يجتهدون خلال شهر رمضان لتقديم الأحسن، شأنهم شأن مختلف عمال الورشات بمختلف القطاعات، على غرار الأشغال العمومية، الموارد المائية، الطاقة والمناجم، «سونلغاز» وعمال محطات الوقود الذين يؤدون مهامهم بكل مسؤولية. 

عمال المناجم وحقول البترول لا يخرجون عن الاستثناء

الحديث عن المهن الشاقة يحتم التطرق إلى عمال المناجم بمختلف ربوع الوطن وكذا عمال حقول البترول الذين يجوبون مختلف الصحاري والمدن، من أجل ضمان الإمداد بمادة البترول أو بمختلف المواد المنجمية، حيث يصارع هؤلاء الظروف الطبيعية الصعبة وظروف الصيام للقيام بعملهم على أحسن وجه ودون تقصير، فرغم درجات الحرارة التي تتعدى الـ50 درجة في حقول البترول، إلا أن عزيمة عمال «سوناطراك» والمؤسسات الأخرى قوية ولا تتأثر بأجواء الصيام بل بالعكس، تزيدهم همة لتقديم جهد أكبر في هذا الشهر الكريم. 

عناصر سلك الأمن بنفس العزيمة في رمضان

يواصل عناصر سلك الأمن من مختلف القطاعات من شرطة، درك وجيش، عملهم بنفس العزيمة خلال شهر رمضان، ولم تثنهم درجات الحرارة العالية عن التواجد بمختلف الأماكن لمحاربة الجريمة وضمان أمن واستقرار المواطن، حيث سطرت مختلف مديريات قطاع الأمن برنامجا مكثفا خلال فصل الصيف ورمضان من أجل راحة المواطن، ولعل أبرز المشاهد التي تعكس تضحيات هؤلاء الرجال التواجد تحت أشعة الشمس بالبذلة الرسمية خلال ساعات منتصف النهار، والتي تشهد درجات حرارة تتعدى الأربعين أحيانا بالحواجز الأمنية لمراقبة أي أمر غير طبيعي، كما تشهد مختلف المناطق، على غرار الجبال والمناطق الحدودية تواجد هؤلاء الرجال الذين يعملون دون هوادة لضمان أمن واستقرار البلاد في النهار والليل، شأنهم شأن القائمين على قطاع الصحة الذين يضمنون المناوبة خلال ساعات الإفطار بمختلف المؤسسات الاستشفائية.