لرمضان آمن بدون مضاعفات خطيرة

على مرضى الكلى استشارة الطبيب المعالج قبل الصيام

على مرضى الكلى استشارة الطبيب المعالج قبل الصيام
  • القراءات: 549
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نصحت ابتسام عرباوي، طبيبة مختصة في أمراض الكلى والنائب العام للجمعية العلمية الوطنية لأمراض الكلى والزرع ونقل الدم، نصحت المرضى المصابين بالفشل الكلوي، باتباع نظام غذائي سليم ومتزن ومحكم خاصة خلال الشهر الفضيل، مشيرة إلى أن عادات أكل بعض العائلات قد تثير شهية مرضى الكلى، ما يجعلهم "يغشون" في حميتهم، الأمر الذي قد يهدد بتعقيد حالتهم الصيحة. أوضحت الدكتورة أن مرضى الكلى من الفئات التي قد تتضاعف أعراض الإصابة لديهم جراء الصيام في شهر رمضان، إذ يصيب الصيام بعضهم، بمضاعفات خطيرة.

وينقسم المرضى إلى فئات متعددة، يجب عليهم الخضوع لاستشارة الطبيب المختص قبل الشروع في الصيام، لتجنب أي ضرر خلال ساعات الصيام، لا سيما الحمية الغذائية التي يجب اتباعها لتفادي المضاعفات نتيجة الأكل، مشيرة إلى أن المرضى المصابين بالفشل الكلوي والذين يخضعون لحصص غسيل الكلى، حساسون جدا، ولهم نظام غذائي ومعيشي لا بد من احترامه للتعايش مع هذا المرض. وأضافت ابتسام عرباوي أن أمراض الكلى متعددة ومتفاوتة الحدة والخطورة، وتختلف حالات المرضى عن بعضهم. وقالت: "هناك حالات يجب أن تمتنع عن الصيام تماما، لتجنب تعريض حياتهم للخطر. أما البعض الآخر فيمكنهم استشارة طبيبهم المختص الذي يتابع حالاتهم، ليوضح لهم بروتوكول الصيام الصحي، والغذاء اللازم لتفادي أي مضاعفات قد تهدد حياتهم أو تعرضها للخطر".

وأكدت عرباوي أن المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي أو القصور الكلوي، لديهم مشكل في الكلى، فهي لا تؤدي وظائفها بالطريقة الحيوية. وأبرز تلك الوظائف الحفاظ على السوائل التي يحتاجها الجسم، والتخلص من الفائض، إلى جانب التخلص من السموم المتراكمة في الجسم، ومنع وصول بعض المواد والمعادن من الدم إلى الجهاز البولي، وعليه كل هذا مرتبط بالنظام الغذائي، وما يستهلكه الفرد خلال اليوم ليكون في كامل عافيته. وعن ذلك، تضيف أن فشل الكلى في تأدية دورها، قد يتسبب في تعرض المرضى لمضاعفات تصل إلى الإصابة بالجفاف. وتلك الفئة يمكنها الصيام، ولكن ذلك منوط بدرجة القصور، وموافقة الطبيب شرط الالتزام بشروط محددة، أبرزها المواظبة على جرعات الدواء، والنظام الغذائي الصحي. وخلال حصص "الغسيل الكلوي" ـ تقول الطبيبة ـ لا يمكن المريض الصيام أساسا، إذ إنه، أثناءها، يتم نقل السوائل عبر الوريد، وهذا ما يبطل الصيام، ولكن في الأيام التي لا تتم فيها تلك العملية يمكنهم الصوم في حال موافقة الطبيب المعالج وتقييمه حالة الكلى نفسها، والوضع الصحي للمريض، ومدى قدرته على الصيام.

أما بعد الخضوع لعملية زرع الكلى فتشدد المتحدثة قائلة: "يمنع عن هؤلاء تأدية الصيام تماما، إذ إنهم في حاجة مستمرة لاستهلاك الماء، وبصفة كبيرة ومتكررة، إلى جانب تلقي جرعات الدواء وفق بروتوكول دقيق وصارم، إلى حين فترة معينه بعد الزرع يحددها الطبيب المعالج، لأن عكس ذلك قد يعرض المريض لمضاعفات خطيرة لا يحمد عقباها". وأما المرضى المصابون بداء السكري، تضيف الطبيبة، فقد يكون الصيام أمرا غير مستحب لهم، لأنهم معرضون لاضطراب الجلوكوز في الدم، مما يعرض حياتهم للخطر، مثلهم مثل المصابين بمرض السكري المزمن، إذ يجب أن يتم التحكم في نسبة السكر في الدم، سواء بالدواء أو الأنسولين وفق الدواء المحدد من عند الطبيب.

وعن الأغذية المسموح بها والممنوع تناولها تقول ابتسام عرباوي: "لا بد من الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والملح، إذ إنها تحبس السوائل في الجسم، وكذلك الابتعاد عن الأطعمة الدهنية، وعدم الإفراط في تناول السكريات". وعن كمية الماء التي لا بد من استهلاكها، فعلى الطبيب تحديدها وفق كل حالة، فهناك من الحالات التي لا يمكنها طرح الفائض من السوائل عن طريق التبول. وفي هذه الحالة لا بد من تفادي استهلاك كميات كبيرة من الماء أو الفواكه التي تعد مصدرا غنيا بالسوائل، مع احترام مواعيد الأكل، وأخذ جرعات الدواء، واستشارة الطبيب عند الشعور بالتعب.