عزوف الجيجليين عن زيارة الينابيع

عزوف الجيجليين عن زيارة الينابيع
  • القراءات: 1187
❊ زايدي منى ❊ زايدي منى

بمجرد حلول شهر رمضان المعظم، يشرع الصائم الجيجلي في تسطير برنامج يومي لا يحيد عنه طيلة الشهر، يختلف بين النوم والعبادة والاستجمام في الجبال والشواطئ والصيد وغيرها. تعد زيارة الينابيع الطبيعية المنتشرة عبر مناطق جيجل الجبلية وأريافها، من العادات التي ارتبطت في السنوات الأخيرة بيوميات الصائم.

المعروف عن جيجل، طابعها الغابي الجبلي بنسبة 82 بالمائة، ومياهها الجوفية المعتبرة، إلى جانب الينابيع والوديان المنتشرة في أريافها، مما يجعل الصائم خلال الشهر الكريم يدنو منها للاستمتاع بعذوبتها والتخفيف من ضغط الصيام طيلة ساعات، فيقضي بذلك وقتا أطول، لاسيما ساعات قبل الإفطار، في رحاب هذه الينابيع العذبة، ويعود أدراجه محملا بقارورات يزين بها مائدته الرمضانية.

إلا أن الملفت للانتباه خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان؛ عزوف العائلات الجيجلية عن التنقل إلى الينابيع الطبيعية، على غرار السنوات الماضية، حيث كانوا يقصدونها رفقة أطفالهم في مواكب سيارات، تظهر لك من الوهلة الأولى كأنها مواكب أعراس، نحو بلديات تاكسنة، حيث الينابيع الطبيعية، على غرار منبع تاكسنة، حناشة، بوزنطار، منبع المصيف وغيرها، إذ تشكل إرثا طبيعيا وتاريخيا يشهد على عراقة المنطقة ينابيع أخرى بأعالي بلدية العوانة، على غرار منبع أدفال، أنوراي، بوغولة، ومنبع عش الباز بجيملة.

اختلفت أسباب العزوف حسب بعض المدمنين على زيارة الينابيع، الذين تحدثت المساء معهم، فالكثير منهم أكد أن سحر وعذوبة الينبوع الطبيعي وصحة مياهها أمر لا نقاش فيه، إلا أن هذا العزوف فسره الكثيرون بالأحوال الجوية التي صادفت الأيام الأولى من شهر رمضان، من برودة الطقس وتهاطل الأمطار لأيام عديدة، فالصائم لا تستهويه رحلة الينابيع إلا وقت شعوره بالظمأ، يخيل له أن لا شيء يطفئ لهيبه غير تلك المياه الصحية، وذهب عامل بأحد المؤسسات التربوية للقول بأن التفسير الوحيد لهذا العزوف، هو تزامن الشهر الكريم وأوقات العمل، مشيرا إلى أن أغلب العمال ليسوا في عطلة. كما تزامنت الأيام الأولى من شهر رمضان مع الامتحانات المدرسية، خاصة امتحانات نهاية السنة، وهو ما جعل برنامج الصائم بين العمل والأسواق والراحة، دون تخصيص وقت للاستجمام وزيارة أماكن الراحة،  على غرار شاطئ البحر والينابيع الطبيعية إلا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

زايدي منى