عادات لا تليق بشهر الصيام

عادات لا تليق بشهر الصيام
  • القراءات: 1147

شرَع الله الصيامَ لغايات أعظمها تقواه عز وجل، وتهذيب النفس وتزكيتها، وتربيتها على الصبر ومكارم الأخلاق، من كرمٍ، وإحساس بالفقراء والمحتاجين، لكنَّ بعض الناس لا يُدرِكون المغزى من الصيام، ولا يَفقهون مقاصده النبيلة، فتراهم يأتون أفعالا وسلوكات تتنافى مع حُرمة هذا الشهر الفضيل، ومن العادات السيئة التي شاعت عند الناس طوال شهر رمضان:

كثرة التشاحن والشجارات

ما أن يَحُلَّ هذا الشهر الكريم، حتى تَعلو أصوات الصَّخَب والسِّباب والشَّتم، وسرعة الغضب والطيش في نهار رمضان، مع أن المفترَض أن يُهذِّب الصوم أخلاقَ الصائم، ويَضبط مشاعره وانفعالاته، متمثِّلًا قولَ المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم: "الصوم جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يَرفُثْ ولا يَصخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو شاتَمه، فليقل: إني صائم" رواه البخاري ومسلم.

تبذير الطعام والإقبال عليه بِنَهَمٍ

يُلاحَظُ خلال شهر رمضان الإفراطُ في تناول الطعام وتبذيره، والإقبال بِشَرَهٍ ونَهَمٍ على مختلف المأكولات وأماكن بيعها، والاستهلاك غير المعقول، فيفوق الطلب، وتزداد حاجة الناس المُلحَّة إلى ما لذ وطاب من الطعام وتخزينه، وهذا يخالف المقصدَ العظيم للصيام، الذي هو إشباع لرغبة الروح والبدن معًا، نعم يجب إشباع رغبات الجسم من الطعام والشراب، لكن دون إفراطٍ ودون جَشَعٍ.

كثرة النوم في نهار

من عادات الناس السيئة اتخاذُ هذا الشهر فرصةً للنوم والكسل في النهار، وما يترتب عليه من ضياع الصلوات، أو تأخيرها عن وقتها، والسهر في الليل والإقبال على لَهْوٍ ولعبٍ، ومشاهدة القنوات، فتَضيع بذلك على الإنسان أشرفُ الأوقات فيما لا فائدة فيه، بل فيما يعود عليه بالضرر في العاجل والآجل.

تعجيلُ السُّحور

ما يُلاحَظ كذلك في هذا الشهر الكريم تعجيلُ بعضِ الناس وجبةَ السَّحور، وهذا يخالف الهدي النبوي في فضل تأخيره، حيث أوصى رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بتعجيل الفِطر وتأخير السُّحور، وحثَّ على تناول وجبة السَّحور، لِما فيها من البركة والخير.

العمل الصالح في أوله والفُتورٌ في أواخره

يشاهد في أول الشهر كثرة المصلِّين والمقبلين على العبادة وقراءة القرآن، ثم ما يَلبث أن يتسلَّل الفتور إليهم، فيَخبو هذا الحماس في آخر الشهر، الذي من المفترض أن يُضاعَفَ فيه الجُهد، لِما للعشر الأواخر من مَزيَّة على غيرها. ويستثنى من ذلك هذا رمضان (2020) الذي يتميز بفرض الحجر الصحي الذي فرضه وباء كورونا والذي علقت بموجبه صلوات الجماعة والجمعة والتراويح، لكنه فتح المجال لتتحول بيوت المسلمين إلى مساجد تقام فيها شعائر رمضان وعلى رأسها صلاة التراويح.

تضييع الوقت في مختلف أنواع الترفيه

إن تنظيم الوقت وتدبيرَه من علامات التفوق وسر النجاح في الحياة، وخاصة في شهر رمضان، فهو شهر التزوُّد بالقُربات إلى الله تعالى، وكثير من الناس يُغفلون هذا الأمر، ويُقبلون على تتبُّع مختلف البرامج والمسلسلات الرمضانية.

إن الترفيه عن النفس في حدود الشرع أمرٌ مطلوب، لبعثِ الحيوية والنشاط في الجسم، وإراحته من الإرهاق وشِدة التعب، لكن لا ينبغي أن يكون سببًا في إضاعة الواجبات الشرعية، وما أمرنا الله به، ففي الحياة ضرورات ومستحسنات، فالضرورات هي الأَولى بفعلها، والأجدر بالإسراع إلى إنجازها على الوجه الأكمل، بينما الكماليات والمستحسَنات تأتي عقب قيامنا بالواجبات الضرورية.