أزواج النبي أمهات المؤمنين

عائشة بنت أبي بكر..الصديقة التي روت 2210 حديث عن رسول الله

عائشة بنت أبي بكر..الصديقة التي روت 2210 حديث عن رسول الله
  • القراءات: 1345
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يقول الأستاذ بشير إبراهيم، الباحث في الشريعة والقانون بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها  أنها: "عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: عقد عليها النبي في شوال من السنة العاشرة من النبوة، وقالت هي عن نفسها: (تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين) رواه البخاري ومسلم، ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، وقد أريها ﷺ قبل أن يتزوجها، وكانت أحب أزواجه وقد برأها ربنا عز وجل من فوق سبع سماوات لما لمزها المنافقون في حادثة الإفك، ومات في بيتها على سحرها ونحرها".

كناها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأم عبد الله، تكريما لها مع أنه لم يكن لها ولد، عرفت بألقاب كثيرة، منها الصديقة وبنت الصديق والحميراء، وهذا لصفتها، فقد كانت بيضاء بحمرة تميزت -رضي الله عنها- بحدة الذكاء والحفظ، حيث كانت المرجع في الوقائع التي عاشتها مع النبي، وكانت أكثر أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-رواية للحديث، وأوسعهن علما وفقها، فكان المرجع في كل ما يشكل عن أصحاب النبي.

قال الحافظ الذهبي في "السير": "مسند عائشة ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين، وحدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني محمد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الرحمن: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله يقول: (فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام". حب النبي لعائشة يعرفه الكل، فعندما سئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه، أجاب عائشة، كما ورد عنه في حديثه (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قيل له: ليس عن أهلك نسألك قال: فأبوها)وقد كان من أمور عائشة الخير الكثير، فقد شرع المولى عزو جل، التيمم وإيجابه عند عدم وجود الماء أو عدم القدرة عليه، في حادثة ضياع عقدها، حيث عمد المصطفى للبحث عليه، وهو ما رآه الصحابة تعطيلا لهم، لاسيما أنهم كانوا بدون ماء، لينزل الوحي يومها على النبي ووجد العقد تحت بعير عائشة رضي الله عنها.

تعرضت السيدة عائشة رضي الله عنها لألم عظيم في حادثة الإفك، التي عاش فيها رسول الله كربا عظيما، لهول الإفك الذي ضرب شرف العفيفة، وأنزل الله تعالى قوله: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم}. تقول السيدة عائشة عن أمرها ذاك، وهي التي بكت الأيام والليالي بدون انقطاع، وازداد مرضها حدة بالخبر الصاعقة لما سمعته أنها كانت تعرف أن الله تعالى سيبرأها برؤيا يراها رسول الله، لكن أن ينزل فيها آيات من القرآن البراءة، فهذا ما شفى جرحها وما كان منه من عذاب وألم. 

توفى رسول الله عليه أزكى الصلوات والتسليم وعمر "عائش" كما كان يناديها 18 سنة، لقد شاءت إرادة الله تعالى أن تكون المرجع للصحابة وللأمة الإسلامية في مسائل الدين، كانت رضي الله عنها كثيرة العبادة، عرفت  بالخشوع والقنوت ورقة القلب، فقد اعتقت الكثير من الرقاب لوجه المولى تعالى، كانت تطيل في الصلاة وقيام الليل وتبكي خشية ملك الملك، صوامة تحرص على قيام ليلة القدر وتكثر فيها من الدعاء، كريمة متصدقة تحب الخير ابتغاء وجه الله.

(الغد مع السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما).