رغم وفرة السلع بأسواق بومرداس

طوابير غير مبررة في أول يوم من رمضان

طوابير غير مبررة في أول يوم من رمضان
  • القراءات: 555
حنان. س حنان. س

سجلت أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء في أول يوم من شهر رمضان بمدينة بومرداس، ارتفاعا محسوسا. ورغم ذلك فإن الإقبال كان ملحوظا سواء بالأسواق العادية أو بسوق الرحمة التضامني، حيث تشكلت طوابير طويلة هنا وهناك، أحيانا غير مبررة، بسبب الوفرة الملحوظة لمختلف المنتجات، وهو ما جعل جمعية "المستهلك الواعي" تؤكد على أهمية ترشيد الاستهلاك، وتفادي التبذير.

لاحظت "المساء" في جولتها بسوق "الرحمة" التضامني بقلب مدينة بومرداس في أول يوم من شهر الصيام، إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين لاقتناء مختلف الاحتياجات التي فرضتها المائدة الرمضانية لعقود رغم وفرة المنتوجات المعروضة، سواء الخضر والفواكه، أو التمور والزيتون أو حتى أنواع الأجبان، وغيرها كثير من المواد الاستهلاكية، إلا أن الطوابير التي تشكلت أمام خيم السوق، كانت طويلة، وأحيانا غير مبررة، في صورة تعكس الإقبال على الاستهلاك بصفة غير عقلانية، في صورة مؤسفة تتكرر في كل مناسبة اجتماعية. وكانت الصورة متكررة سواء بالمكان المعروف وسط المدينة بـ "السويقة"، الذي يسجل خلال رمضان إقبالا كبيرا بفضل اصطفاف عدة دكاكين لبيع الخضر والفواكه، وكذا القصابات وحتى باعة الحشائش العطرية، أو بسوق "الرحمة" المجاور، الذي عرف، هذه السنة، ارتفاعا في عدد التجار المشاركين، وبالتالي توافدا قياسيا من المستهلكين.

صورة أخرى متقاسمة بين السوقين، تجلت في الإقبال الكبير من المستهلكين بالرغم من الارتفاع المحسوس الذي سجلته "المساء" في أسعار مختلف الحاجيات، حيث لاحظنا اختلافا في الأسعار ما بين الأربعاء والخميس من الأسبوع الماضي، وتلك المعروضة في أول يوم من رمضان، بفارق ما بين 20 و30 دينارا، في زيادة اعتبرها بعض محدثينا غير مبررة تماما، فيما فضّل آخرون التوجه صوب سوق بودواو الشعبي بالنظر إلى ما لمسه من غلاء. وحسب ملاحظتنا في سوق "الرحمة"، فإن سعر البطاطا المادة واسعة الاستهلاك، بلغ، السبت الماضي، 115 دج، بينما استقر الأسبوع الماضي في حدود 105 دج. أما الطماطم فبلغ سعرها في ذات السوق، 105دج، وقفز سعر الخس إلى 195دج، مسجلا ارتفاعا بأكثر من 40 دج عن الأسبوع الماضي. كما بلغ سعر الجلبانة 160دج/كلغ، وسعر الجزر 100 دج. أما عن أسعار اللحوم البيضاء فقفزت إلى 400دج/كلغ بعدما كانت الأسبوع الماضي في حدود 380 دج.. وحتى الديول قفز سعرها إلى 100دج بعدما كان قبيل يومين، 80 دج. كما وصل سعر "ربطة حشيش" إلى 40 دج. أما أسعار التمور فتراوحت ما بين 200 دج و1000دج/كلغ حسب نوعيتها.

كذلك سجلت أسعار بعض الفواكه ارتفاعا ملحوظا، فسعر البرتقال من نوع طومسون بلغ 220دج/كلغ بعدما كان في حدود 170دج/كلغ الأسبوع الماضي. كما ارتفع سعر الفراولة من النوع الجيد إلى 200 دج بعدما كان في حدود 180 دج مؤخرا. أما أسعار "العينة" أو البرقوق المجفف فبلغ 850 دج/كلغ، والمشمش المجفف 2500 دج/كلغ، والزبيب وصل إلى حدود 110دج/كلغ.. ليتأكد بذلك المنحى التصاعدي للأسعار بداية كل رمضان، وهو ما أرجعه السيد خالد ديدي رئيس جمعية المستهلك الواعي لولاية بومرداس، إلى "اللهفة" التي تطبع سلوك المستهلكين بحلول أي مناسبة اجتماعية ومنه شهر رمضان، الذي يعرف ارتفاعا كبيرا في الاستهلاك، ما يؤدي في المقابل، إلى ارتفاع غير مبرر في الأسعار، لاقتناص التجار هذه الفرصة الثمينة. وقال المتحدث في تصريح لـ "المساء" على خلفية ملاحظة الارتفاع الكبير في الأسعار في أول يوم رمضاني بأسواق مدينة بومرداس، قال إن الطريق مايزال طويلا أمام المجتمع المدني، ليؤسس ثقافة استهلاك واعية ومسؤولة. وحجته في ذلك التهافت غير المبرر على الاشتراء بالرغم من توفر مختلف المواد الاستهلاكية على مدار السنة، بما في ذلك مادة الزيت والسمن. وقال إن الإشاعات مازالت تغذّي السلوك الاستهلاكي وسط شريحة واسعة من المواطنين.

واعتبر المتحدث أن الأسعار ستعود الى معدلاتها الطبيعية بعد انقضاء 3 إلى 4 أيام الأولى من رمضان، لذلك دعا المواطنين إلى تبنّي سلوك التسوق الذكي، أي التقليل من عملية اشتراء مختلف المواد إلى حدود النصف، حتى تستقر الأسعار، معتبرا أن ارتفاع الأسعار حتى في أسواق الرحمة التضامنية، تستدعي إعادة النظر في أهداف هذه الأسواق، متحدثا، في المقابل، عن إطلاق حملات تحسيسية بالتنسيق مع مديرية التجارة، حول ترشيد الاستهلاك، والابتعاد عن كل أشكال التبذير..