صيام وختان الأطفال وتنوع في الأطباق

❊ آسيا عوفي

ورثت العائلات الميلية عادات وتقاليد منذ عقود من الزمن، منها الاحتفال بليلة الـ15 من شهر رمضان المعظم، أو ما يسمى بليلة النصفية. ولمعرفة عادات وتقاليد هذه العائلات، قامت المساء بجولة في بعض البلديات، حيث أجمع كل من التقيناهم على أنها ليلة غير عادية في بيوتهم، سواء من خلال التحضير لها في الشق المتعلق بالمأكولات، أو من خلال صيام الأطفال وعمليات ختانهم.

أكدت إحدى السيدات أن الاحتفال بليلة النصفية يكتسيه طابع خاص ومميز، حيث تشرع النساء في تحضير ما لذ وطاب من المأكولات، فإضافة إلى الطبق المعتاد الذي لا يفارق المائدة الميلية والمتمثل في الشوربة و«طاجين الحلو، تقوم السيدة بتحضير طبق آخر خاص بهذه المناسبة، يتمثل إما في الشخشوخة أو التريدة باللحم ومختلف أنواع الخضر، وهي فرصة للمّ الشمل، حيث توجه العديد من العائلات دعوات لأقاربها حتى يشاركوها الاحتفال بهذه الليلة التي تتبعها سهرة عائلية إلى غاية موعد السحور، ويسهر الرجال مع بعضهم على فناجين الشاي والمكسرات، في حين يلجأ البعض الآخر إلى قراءة القرآن، أما النساء فيلتفتن على فناجين القهوة والشاي وما طاب من الحلويات، والحديث عن كيفية احتفال أسرهم بهذه المناسبة.

- تصويم الأطفال وختانهم

من بين العادات الراسخة أيضا لدى سكان ولاية ميلة في هذه الليلة المباركة، تصويم الأطفال الصغار، كما جرت عليه العادة، وسط جو احتفالي بحضور الوالدين والجد والجدة، وهو ما أكدته السيدة ليلى، حيث تحرص دوما على أن يصوم أطفالها في هذه الليلة المباركة، خصوصا أن عائلتها اعتادت على القيام بهذه العادة الكريمة، وتوافقها الرأي السيدة هدى، وأكدت أنها حضرت صوم ابنتها في هذه الليلة باعتبارها ليلة مباركة لجميع الجزائريين. من جهة أخرى، تغتنم الأسر الميلية ليلة الـ15 من رمضان لختان أولادها، وسط أجواء عائلية تغمرها الفرحة والطمأنينة.

- احتفال لا يتنافى مع الشرع

لا تخلو الاحتفالات بليلة النصف من شهر رمضان المبارك من الأجواء الروحانية، ولمعرفة رأي الشرع في الاحتفال بهذه المناسبة، اقتربنا من إمام مسجد أبي بكر الصديق ببلدية تاجنانت الواقعة جنوب ولاية ميلة، الذي أكد أن الاحتفال بهذه الليلة يدخل في العادات والتقاليد التي لا تتعارض مع الشرع، لأن هذه الليلة يحتفل بها الإنسان شكرا لله عز وجل على أنه قطع شوطا من رمضان، كما أن الكثير منهم لا يفوتون فرصة الدعاء والابتهالات والتضرع لله عز وجل والإكثار من النوافل والصدقات.

 

آسيا عوفي

قراءة 1285 مرات