ما يميز أول يوم من شهر الصيام بعنابة

صيام الأطفال وطبق الملوخية

صيام الأطفال وطبق الملوخية
  • القراءات: 1636
سميرة عوام  سميرة عوام 

تفتتح العائلات العنابية صيامها خلال أول يوم من شهر رمضان الكريم ببعض الأطباق التي لا تزال ربات البيوت متشبثة بها، منها تحضير الطاجين الحلو المرصع بشباح الصفراء وطبق الملوخية، مصحوبا بشربة الفريك والبوراك العنابي، إلى جانب بعض اللواحق الأخرى، على غرار الحلويات والمشروبات.

وحسب أهل بونة، فإن فتح الصيام بطبق الملوخية يعتبر فأل خير على أهل المدينة لتوسيع أرزاقهم وخيراتهم، كما تفضل عائلات أخرى تحضير «مرقة حلو» أو الطاجين الحلو ليكون الشهر الفضيل مميزا وخال من كل المشاكل.

وما يميز المائدة في رمضان هو البوراك العنابي الذي يعده عادة الرجال في البيت، حيث  يتفنون في إضافة لمستهم ومساعدة زوجاتهم، على غرار تقطيع الحشيش وإضافة اللحم المرحي والبيض والأجبان بمختلف أنواعها للحصول على مزيج يعطي للبوراك نكهة خاصة.

ومن بين العادات الأخرى التي تميز أول يوم من شهر رمضان بعنابة، صيام الأطفال لأوّل مرة، إذ يحظون باهتمام ورعاية عائلتهم تشجيعا لهم على الصبر والتحمل والمواظبة على هذه الشعيرة الدينية وتهيئتهم لصيام رمضان كامل مستقبلا، حيث يتم خلال أول يوم من صيام الأطفال الذي يكون حسبما جرت عليه العادة، إعداد مشروب خاص يتم تحضيره بالحليب والتمر يكون على شكل مشروب لتقويتهم، مع إعطاء لهم بعض المال، كهدية وفرحة بصيامهم في أجواء حميمية، إلى جانب ترسيخ وتسهيل الصيام على أبنائهم خلال السنوات القادمة، علما أن كل هذه التحضيرات تجري وسط العائلة الكبيرة، بحضور الوالدين والجد والجدة وأفراد آخرين من الأسرة والأقارب، وهذا تمسكا بعادات وتقاليد المنطقة، تشجيعا لهم على الصوم وترغيبا في الشهر الكريم.                

أما النسوة خلال شهر رمضان، فيجتمعن في الساحة الكبيرة للأحياء العتيقة، منها لاكلون وبلاص دارم، لتبادل المسامرة والحديث عن  تحضير الأكلات خلال شهر كامل، إلى جانب تبادل الأفكار خاصة فيما يخص التدبير لإعداد الأكلات التقليدية بالنسبة للفتيات، وهناك من المسنات من تعقد جلسة خاصة مع الفتيات لقضاء وقت طيب مع البوقالة، وهي الجلسة الوحيدة التي تفضلها العازبات لسماع حظهن والدعاء خلال شهر رمضان للظفر بزوج.