أكثر من 90 مكالمة هاتفية استقبلها مكتب إفتاء العاصمة

صناديق زكاة الفطر لرفع الحرج عن الصائمين

صناديق زكاة الفطر لرفع الحرج عن الصائمين
  • القراءات: 1205
رشيدة بلال رشيدة بلال

استقبل مكتب الإفتاء بالمجلس العلمي لولاية الجزائر، بمسجد «دار الأرقم» منذ حلول الشهر الفضيل أكثر من 90 مكالمة هاتفية. وحسب رمضان بلحبلة نائب رئيس المجلس، فإنّ طلب الفتوى لم يقتصر على الاتصال الهاتفي فحسب، بل تعداه بتردد عدد من الصائمين على مكتب الفتوى للاستفسار عن بعض المواضيع التي تخص الشهر الفضيل ما يعكس «وعي وحرص الصائم الجزائري على أداء فريضته على أكمل وجه» حسبما أكّده في حديثه لـ»المساء».

تمحورت جل الأسئلة في الأيام الأولى من الشهر الفضيل حول الإمساك الذي عادة ما يخلط فيه ـ يقول بلحبلة ـ «الصائمون يسألون عن التوقيت الذي ينبغي لهم فيه التوقّف عن الطعام ويسردون بعض القصص عن حالات وقعت لهم وجعلتهم يرتابون في صحة صيامهم، خاصة ما يتعلق منها بالأكل أو الشرب بين الأذان الأول والثاني، إلى جانب البحث أيضا في قيمة الدية وكيفية إخراجها بالنسبة للفئة المريضة التي يمنعها الأطباء عن الصيام لدواع صحية» ويردف بالقول أنّ معظم الأسئلة التي تتزامن والأيام الأخيرة من الشهر الفضيل تتمحور حول زكاة الفطر وتحديدا ما تعلق منها بالوقت المثالي الذي ينبغي فيه للصائم إخراج زكاته حتى لا تظل دينا في رقبته ولا تكتب له صدقة.

يقول محدثنا إنّ أغلب الأسئلة كانت من العاصمة وبعدد قليل من خارجها بحكم وجود مكاتب إفتاء فرعية بالولايات، إلى جانب عدد من المكالمات من خارج الوطن بالنسبة للجارية الجزائرية المقيمة بالخارج، مشيرا إلى أن جل المتصلين من النساء ـ يقول ـ»وعادة يبلغ عدد المكالمات ذروته وقت الظهيرة».

وردا على سؤال «المساء» عن الوقت المثالي لإخراج الزكاة، والذي عادة ما يغفل عنه الكثير من الصائمين، أشار محدثنا إلى أنّ الأسئلة الكثيرة للصائمين عن زكاة الفطر جعلتنا ـ يقول ـ «نتيقن أن عددا كبيرا من الصائمين يجهلون بعض الحقائق عن الزكاة، لاسيما ما تعلق منها بالآجال الشرعية التي يجب أن تقدم فيها، والتي فصل فيها ديننا الحنيف بأن جعلها بين صلاتي الفجر والعيد»، مشيرا إلى أن هذا لا يمنع من إخراجها قبل يومين من عيد الفطر ليتسنى للصائمين إيجاد من يستحقها من المحتاجين والفقراء.

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أنه، ومن جملة الأسئلة التي تتردد أيضا بالشهر الفضيل تعذر إيجاد مستحق الزكاة بعد أن كثر الاحتيال، خاصة في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، حيث يكثر المتسولون من تجار المال، من أجل هذا ـ  يقول ـ و»رفعا للحرج عن الصائمين، استحدثت وزارة الشؤون الدينية في السنوات الأخيرة على مستوى كل المساجد صناديق خاصة بزكاة عيد الفطر»، يردف «وبالمناسبة، ندعو كل من خاف من إخراجها في غير وقتها أو لم يجد من يستحقها أن يضعها بصندوق الزكاة، الذي تتكفل لجنة خاصة بفتحه عشية العيد وتسليم ما فيه من أموال لفقراء الحي الذين تم إحصاؤهم سلفا»، موضّحا أنّ هذا الإجراء يدخل في باب الوكالة وبالتالي على الصائم أن يكون مطمئنا بأن زكاته قد أخرجت في موعدها وقدمت لمن يستحقها.

وعن الفئة التي تختار أداء زكاتها بمفردها، دعا محدثنا إلى الصائمين  التعجيل في دفعها قبل خروج أجلها الشرعي والذي تنتهي بحلول صلاة العيد، موضحا أن من تعذر عليه دفعها في أوانها بسبب السهو أو التماطل، ينبغي له أن يعلم بأنها تظل دينا في رقبته عليه إخراجها غير أنها لا تكتب في حقه زكاة وإنما صدقة لخروجها بعد موعدها الشرعي والجدير بالذكر أن قيمتها 120دج.     

 

رشيدة بلال