أزواج النبي أمهات المؤمنين

صفية بنت حييّ بن أخطب.. مفضلة النبي عن أهلها

صفية بنت حييّ بن أخطب.. مفضلة النبي عن أهلها
  • القراءات: 1513
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يقول الأستاذ بشير إبراهيم، الباحث في طور الشريعة والقانون بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، عن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها: "أعتقها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتزوجها بعد غزوة خيبر، وهي من ذرية هارون بن عمران عليه السلام". زواج رسول الله من صفية كان مشابها لزواجه من أم المؤمنين جويرية في الهدف، عسى أن تخفف رابطة المصاهرة من العداوة بينه وبين اليهود، ولدخولهم في دين الله، كما فعل  أهل السيدة جويرية.

ولدت أم المؤمنين صفية بعد أربع سنوات من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوجها في العام السابع الهجري. وقد روت عن رسول الله عشرة أحاديث. وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم، بالسيدة صفية خلال حصار خيبر، وذلك بعد أن قُتل زوجها في معارك خيبر وانتهاء عدتها. فقد وقعت السيدة صفية في معارك خيبر أسيرة، وكانت في سهم الصحابي دحية الكلبي. ولما عرف أنها أرملة أحد الزعماء وابنة زعيم خيبر، وجد أن من التكريم لها أن تعيش في بيت الرسول. وقد اختارت الإسلام لما خيّرها رسول الله بعد أن ذهب غيضها على مقتل أقربائها وأبيها الذي كان أشد كرها للنبي، وكان مهرها عتقها، فجعلها رسول الله عند أمّ سليم لتمكث عندها إلى أن زفت إليه.

رُوي أن رسول الله رأى على وجه السيدة صفية أثر صفعة، فسألها عنها، فأجابت قائلة إنها رأت قبل ذلك في الرؤيا أن القمر وقع في حجرها، فذكرت ذلك لزوجها، فلطم وجهها وقال: "إنك لتريدين أن تكوني زوجة لملك العرب"، وقيل لمحمد، فلم يزل الأثر في وجهها إلى أن تزوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وكانت السيدة صفية، رضي الله عنها، تحب رسول الله حبا كبيرا، وتفضله على أهلها وعشيرتها بفعل معاملته لها وإكرامه لها. ولما كان من أمر غيرة النساء بين الزوجات أنها يهودية، فقد قال المصطفى لها: "إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي؛ ففيم تفخر عليك!". وتوفيت السيدة صفية بنت حيي، رضي الله عنها، في السنة الخمسين من الهجرة زمن معاوية. ويروى أنها أوصت بألف دينار للسيدة عائشة. ودُفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا.

الغد بحول المولى تعالى لنا موعد مع السيدة ميمونة بنت الحارث.