يقطعون حوالي 200 كلم لتغيير الأجواء

شباب من قسنطينة يفضلون الإفطار على الشواطئ

شباب من قسنطينة يفضلون الإفطار على الشواطئ
  • القراءات: 3709
زبير.ز زبير.ز

فضل بعض الشباب من ولاية قسنطينة، الاستمتاع بنسمات البحر رغم شهر الصيام، حيث اختار البعض التوجه نحو المدن الساحلية، مغتنما أيام عطلة الأسبوع أو حتى الأيام الأخرى، للانطلاق في شكل قوافل نحو البحر ابتداء من فترة العصر، وتكون الوجهة في الغالب إما شواطئ سكيكدة، على بعد حوالي 90 كلم من قسنطينة، أو شواطئ القل على بعد نفس المسافة. 

أكد العديد من الشباب الذين يقصدون شواطئ المدن الساحلية خلال الفترة المسائية لتناول وجبة الإفطار، أن مقابلة زرقة البحر لها نكهة خاصة، حيث اعتبر هؤلاء الشباب من مختلف المستويات الدراسية، أن قيمة تناول وجبة الإفطار داخل المنزل في حضن لمة العائلة أمر مفروغ منه ولكن البحث عن المغامرة رفقة الأصدقاء وكذا البحث عن التغيير هو الذي دفعهم إلى السفر لتناول وجبة الإفطار خارج البيت العائلي. وفيما يخص المائدة التي يعدها هؤلاء الشباب على شاطئ البحر، فقد أكد أغلبهم أن شربة «الفريك» تكون دائما حاضرة رفقة «البوراك»، تضاف إليها بعض المقبلات، على غرار الجبن والزيتون وبعض الأطباق الخفيفة، كالبيتزا، كما يحبذ بعض الشباب أكل السمك كثاني طبق خلال الإفطار، فهناك من يحضره في المنزل ويأخذه معه، وهناك من يحبذ شراء السمك الطازج من المدن الساحلية ومن بعض المحلات المشهورة ببيع هذه السلع، والتي تكون غالبا بمحاذاة البحر من أجل الاستمتاع بإعداد طبق السمك المشوي على الجمر وعلى بعد أمتار من البحر. أشار محدثونا إلى أن قعدة البحر تتطلب حسب هؤلاء الشباب، تحضيرا مسبقا، يتمثل في تحضير إبريق الشاي مع المكسرات للاستمتاع بالسهرة، كما تتطلب الجلسة حضور الحلويات التقليدية، على غرار «الزلابية» و«قلب اللوز»، تضاف إليها العصائر والمشروبات الغازية، ويتوجه البعض إلى أداء صلاة التراويح بالمساجد القريبة من شواطئ البحر قبل أن يعودوا بعد نهاية الصلاة لمواصلة السهرة رفقة أصدقائهم، في حين يفضل البعض الآخر السباحة، خاصة خلال الأيام التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، ولا تستطيع فئة أخرى من الشباب مفارقة «الشيشة» خلال هذه السفرية، رغم التحذيرات من خطورتها على الصحة العامة. تتواصل السهرة إلى أولى ساعات الفجر، حيث تكون المتعة كبيرة على صوت الموج وهدوء المكان، ويتم تناول وجبة السحور على شاطئ البحر، قبل شد الرحال مجددا إلى قسنطينة في رحلة تدوم بين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، حيث يكون الوصول مع الخيوط الأولى من الصباح، والمدينة تغوص في نوم عميق. من جهتهم، عبر العديد من الأولياء عن عدم معارضتهم لهذه السفريات التي يقوم بها أبناؤهم رغم تزامنها مع شهر رمضان، مشيرين إلى أن فترة الشباب تتميز بالحركة والنشاط وتتطلب التغيير والتجديد، وأن الأمر متقبل لديهم بشرط عدم تجاوز المحظورات في الشاطئ أو خلال السفرية، مؤكدين خوفهم الكبير من الطريق في ظل السرعة الجنونية التي يقود بها بعض أصحاب المركبات، وما يشكلونه من خطر عليهم وعلى الآخرين.