أزواج النبي أمهات المؤمنين

زينب بنت جحش.. الورعة التي زوَّجها الله من فوق سبع سموات

زينب بنت جحش.. الورعة التي زوَّجها الله من فوق سبع سموات
  • القراءات: 7108
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يقول الأستاذ بشير إبراهيم، الباحث في الشريعة والقانون بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، عن أم المؤمنين زينب بنت جحش، رضي اللَه عنها: "كانت تحت زيد بن حارثة، فلما طلّقها تزوجها رسول الله، وفيها نزل قول الله تعالى: "فلمّا قضى زيد منها وطرا زوّجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا) الأحزاب/37، وبهذا كانت تفتخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول: "زوّجكن أهاليكن، وزوّجني الله تعالى من فوق سبع سموات".

أم المؤمنين زينب بنت جحش، ابنة عمة رسول الله، سابع زوجات رسول الله، نشأت في مكة في بيت شرف ونسب، وكانت ممن أسلم وبايع النبي صلى الله عيه وسلم. عرض عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - الزواج من مولاه زيد بن حارثة، لما هجرت إلى المدينة، إذ عمد الحبيب، عليه الصلاة والسلام من خلال هذا الزواج، إلى محق المفاضلة، ليكون الميزان بين الناس، فوافقت زينب إرضاء لرسول الله، وعاملت زوجها باحترام وخلق، إلا أن التصدعات في العلاقة وعدم التوافق، قادا زيدا إلى الشكوى لرسول الله وطلب الطلاق منها بعد قرابة عام من الزواج. وفي أمرها نزل أمر الله تعالى: "فلمّا قضى زيد منها وطرا زوّجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا" (الأحزاب:38).

وقد كانت الحكمة من هذا الزواج ألا يرى المسلمون حرجا في الزواج من مطلّقات أدعيائهم، لأن زيدا كان متبنى النبي، وكان يسمى ابن محمد، لذا كان في زواج النبي، صلى الله عليه وسلم، من مطلقته تأثير عملي في المسلمين، أن المتبنى لا يكون كالابن الحقيقي كما كان يُعتقد في الجاهلية. ومن مناقبها ـ رضي الله عنها ـ أنها في حادثة الإفك أثنت على عائشة ـ رضي الله عنها ـ خيرا، عندما استشارها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما أشيع عن عائشة، فقالت: "يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا، قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم،  فعصمها الله بالورع". البخاري

وفي وليمة زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزينب ـ رضي الله عنها ـ شهد الجمع معجزة كثرة الطعام بدعوته. وفيها أيضا كان نزول آية حجاب نسائه، وما شُرع من آداب الضيافة. وقد عُرفت السيدة زينب، رضي الله عنها، بالصيام والقيام، والعمل بيدها، كالخياطة، والغزل ونحوهما. كما اشتهرت بكثرة الصدقة وإنفاق مالها على الفقراء والمساكين. وكانت من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لحوقا به مع السيدة سودة بنت زمعة. وصلى عليها عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وشهد دفنها، ودُفنت بالبقيع.

  الغد بحول المولى تعالى لنا موعد مع أم المؤمنين، أم حبيبة بنت أبي سفيان القرشية، رضي الله عنهما.