رمضان فرصتي لتفجير مواهبي في الطبخ

يحدثنا الباحث والمؤرخ لحسن زغيدي في هذا اللقاء، عن يومياته كباحث في الشهر الفضيل، والتي تختلف، حسبه، عن يوميات الأشخاص العاديين بالنظر إلى تمسّكهم كباحثين ببحوثهم التي تجعلهم يفقدون الإحساس بالزمان والمكان.. التقته المساء مؤخرا على هامش مشاركته في يوم إعلامي حول الطفولة، فكان هذا اللقاء.

يقول المؤرخ زغيدي في بداية حديثه، بأن الشهر الفضيل بالنسبة للباحثين، فرصة حقيقة للجمع بين عبادتين هما العمل والصيام، وإن كان يشير إلى أن انشغاله بالبحث في كثير من الأمور يجعله يفقد الإحساس بالمكان والزمان بحثا عن الحقيقة، بالتالي اهتمامه يكون منصبا على بحثه ولا يشعر بمرور الوقت إلا بحلول موعد العبادة، أو عندما يحتل بعض الأماكن التي يحتاجها أفراد الأسرة، والتي تكون مغمورة بالأوراق والكتب ويعلق هو ما يحدث معي كثيرا، فالباحث يكون كالنحلة ينتقل من مكان إلى آخر، ومن أحب الأماكن التي أعمل عليها، طاولة الطعام التي عادة ما تكون كبيرة فتتسع لكل أوراقي وكتبي، ولأنني كثير الانشغال، لا أشعر إلا بالزوجة أو الأولاد يطلبون مني إزاحة أوراقي لإعداد المائدة، مشيرا إلى أن وقته يكاد لا يكفيه في رمضان بالنظر إلى حرصه من جهة على إنجاز عمله الذي يبحث فيه، وسعيه لإتمام العبادات كما يجب، من حرص على أداء الصلوات في وقتها وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم.  من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن أهم ما يميزه في رمضان، رغبته الجامحة في المشاركة بما يجري تحضيره من أطباق، يبتسم ويقول هو سر أرغب في البوح به، فأنا فنان في الطبخ، وبما أن شهر رمضان يكون التركيز كبيرا على المائدة، أجدها فرصة لإخراج مواهبي في هذا المجال، مرجعا ذلك إلى اعتماده على نفسه أيام الدراسة الجامعية في تحضير وجباته، الأمر الذي أكسبه تجربة في تحضير الأطباق، يقول ربة البيت تفرح كثيرا بمشاركتي لها في إعداد الطعام، وهي على العموم من أحب الفترات التي أمضيها خلال الشهر الفضيل، حيث أشعر بحلاوة التعاون.

عن ما إذا كان من الأشخاص الذين يحبون فكرة السهر خارج المنزل، أشار الباحث إلى أنه على خلاف الكثيرين، يقيم دائما سهرة في منزله تأخذ طابع الندوة الفكرية، يدعو إليها زملاؤه من الجامعيين والمثقفين، حيث يتجاوز عددهم الثلاثين يوميا، يقدم كل يوم زميل ورقة بحثية يجري مناقشتها في مواضيع مختلفة تاريخية إعلامية أو اقتصادية  إلى وقت متأخر من الليل، كاشفا في السياق، عن انتهائه من تحضير المؤلف الخاص بالنشاط النضالي الوحدوي لأقطار المغرب العربي من النجم إلى مؤتمر طنجة، هذا العمل ـ يقول ـ موجود في المطبعة، وهناك كتاب آخر عن الجوانب الإستراتيجية في مجال التنظيم العسكري ومشروع السلم للثورة التحريرية.

وعن أكثر ما يكره في رمضان، أكد الأستاذ زغيدي أن أكثر ما يزعجه، الأمور التي تمس بالآداب العامة كالسب والشتم، داعيا بالمناسبة الصائمين إلى عدم اتّخاذ رمضان ذريعة لتعليق الأخطاء،  خاصة في مجال المعاملات.

  رشيدة بلال

قراءة 1530 مرات