يونس واعلي متطوع ضمن ”شباب الرحمة” لـ ”المساء”:

رمضان فرصة للتقرب من الله بالأعمال الخيرية

رمضان فرصة للتقرب من الله بالأعمال الخيرية
  • القراءات: 649
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يتسابق الشباب الناشطون ضمن جمعيات خيرية أو مجموعات تطوعية، إلى فعل الخير خلال شهر رمضان شهر البركة وفعل الخير، حيث يبادر الكثير من المحسنين بالانضمام ضمن أعمال طوعية لمساعدة الغير والمحتاجين من الفئات الهشة، وتتجلى تلك الصور غالبا في إطعام المساكين وعابري السبيل ضمن مطاعم الرحمة المنتشرة هنا وهناك، في حين تختلف تلك الأشكال من محسن إلى آخر.

عن هذا الموضوع كان لـ المساء حديث مع الشاب يونس واعلي متطوّع ضمن مجموعة شباب الرحمة منذ 2015، وعضو ناشط رفقة شباب من سنه في مطاعم الرحمة، الذي أشار إلى أنّ شهر رمضان هو مناسبة عظيمة لا بدّ من استغلالها لفعل الخير؛ فالعمل التطوعي لا بد أن يكون محرّك كلّ شاب واع يدرك أهمية هذا الفعل في مساعدة الغير؛ قال: إنّ عيشنا وسط مجتمع تختلف فئاته بين الفقير والعاجز والمحتاج يتطلب جهدا كبيرا لتخفيف بعض الأعباء التي تحملها تلك الفئات، والتي في حقيقة الأمر نحن من في حاجة إليها وليس عكس ذلك، لأنّهم يمنحوننا فرصة التقرّب من الله من خلال أفعال الخير والإحسان إليهم. وأشار واعلي إلى أنّ شهر رمضان فيه فضل وثواب عظيم؛ فهو ركن من أركان الإسلام، تُفتّح فيه أبواب الجنة وتغلَّق أبواب النار، وتكون الفرصة أمام المسلم كبيرة للتقرّب من الله عز وجل بالعبادات والطاعات والدعاء والصلوات والاستغفار والبعد عن الآثام والمعاصي وكسب الحسنات ودرء السيئات، وهو شهر الصبر والتحمّل والشعور بالفقراء والمحتاجين، وشهر الجود والكرم والإحسان والخير والبركة. وأضاف المتحدث أنّ الجزائري يتميّز بطبع جميل وله صفة الحنان التي قد تميّزه عن باقي الشعوب، على حدّ تعبيره، وهذا ما يجعل المبادرة بفعل الخير شيئا هيّنا بالنسبة له، كل ما يجب القيام به هو حثه بطريقة جيدة على فعل ذلك، فالأمر لا يتطلّب الكثير حتى يتم إقناع فلان بالانخراط في الفرق التطوعية لفعل الخير.

وأكد واعلي أن أحسن سبيل لحثّ شخص على المبادرة بفعل الخير ولو بسلوك بسيط والذي قد يرى أن لا فائدة منه إلا أنّه قد يساعد الكثيرين، هو مشاركة العمل الخيري مع الشخص، فإذا شعر بطعم وحلاوة إسعاد الغير ومساعدته وإدخال البهجة عليه، فسوف يتلذّذ بذلك ويتبنى السلوك الإيجابي في فعل الخير بدون أن يدرك ذلك، وبالتالي يبحث عن أوجه الخير أينما كان، ويصبح لديه ذلك التفكير الذي يتلخّص في حبّ الخير وتسبيق الغير عن النفس.

وقال واعلي إن العمل التطوعي في رمضان أمر محتم؛ لأنه يدخل في إطار مساعدة المحتاج والتضامن معه، ويدرك العديد من المواطنين اليوم ذلك، والدليل على ذلك تضافر الجهود خلال هذه المناسبة لتحويل السلوكات إلى أعمال تفيد من هم في حاجة إلى ذلك؛ ليس فقط من الفقراء أو المساكين لكن كذلك من عابري السبيل. ويضيف المتحدث أنّ أوجه الخير خلال الشهر الفضيل متعدّدة، ليست فقط مادية وإنّما قد تكون سلوكات معنوية يؤجر صاحبها عليها، ومنها توطيد صلة الرحم وصلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم والابتسامة في وجه الآخرين.

أما من جهة أخرى فهناك السلوكات الخيرية التي تتمثل في العطاء بدون مقابل؛ كالصدقة أو مساعدة الغير؛ كمشاركة مجموعة خيرية في توزيع الحاجيات الرمضانية على العائلات والأسر الفقيرة والمحتاجة، والتي تهدف إلى إطعامهم وتزويدهم بما يحتاجونه، والأفضل مشاركة الأطفال اليتامى وكبار السن في دور المسنين هذا الشهر والإفطار معهم وعمل حملات ودعايات خيرية؛ من أجل إسعادهم وإدخال البهجة على قلوبهم. وأكّد واعلي أنّه يتم الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي بهدف الترويج للحملات التطوعية وأعمال الخير، حيث أصبح من السهل توجيه النداء للمحسنين والراغبين في الانضمام إلى ذلك، ويمكن التحفّظ على هوية المحسنين إذا رغبوا في ذلك وفي الإبقاء على كرامة المحتاجين الذين يمكنهم الاتصال من خلال مواقع تلك الجمعيات للنداء وطلب المساعدة؛ الأمر الذي يسّر كثيرا العمل الخيري، وحدّد بعض معاييره.