الفواكه الجافة

حليف ممتاز لغذاء كامل ومتوازن

حليف ممتاز لغذاء كامل ومتوازن
  • القراءات: 474
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

تعدّ بعض الأطباق التقليدية جزءا لا يتجزأ من المائدة الرمضانية، التي تعتبرها الأسر من العادات الراسخة التي يعتبر التخلي عنها بمثابة فقدان نكهة المناسبة، ومن بينها طبق لحم الحلو الشهير، الذي يحضّر أساسا من البرقوق المجفف والمشمش وحبات الزبيب، في حين راحت بعض الأسر لتبدع في ذلك الطبق من خلال تشكيلة متنوّعة من الفواكه الجافة بمختلف أنواعها والتي باتت تعرض في السوق تلبية لشهية الفرد وتفضيله لبعض النكهات.

عن هذا الموضوع كان لـ«المساء حديث مع الشاف صديق أمين المختص في الأطباق التقليدية والكسكسي على وجه التحديد، الذي أشار إلى أنّ الأكلات التقليدية هي التي لا يجب الإبداع فيها، ولابد من احترام الوصفة بنفس المقادير والمكونات وكذا نفس التوابل المستعملة، لأنّ الإبداع في الوصفة يخرجها عن نطاقها التقليدي، موضّحا أن المطبخ لا حدود له لاسيما بالنسبة للمرأة المعتادة على الطبخ والتي تدرك أساسياته.

وأشار الشاف إلى أنه يبقى الإبداع في الأطباق الشهيرة ممكنا في حدود المعقول، يعني ليس إلى درجة تغيير الطبق المرغوب في تحضيره، وإنما يمكن دائما ابتكار وصفات جديدة انطلاقا من نفس أساسيات المطبخ، وعلى غرار ذلك إدراج الفواكه الجافة في الأطباق الحلوة المحضرة أساسا من اللحم وتزيينها بالمكسرات.

وقال الشاف تنتشر اليوم في الأسواق العديد من أنواع الفواكه المجففة لها مذاق في غاية اللذة، فمن المعروف أن تجفيف الفواكه يعزز من نكهتها ويقوي مذاقها، ومن تلك الفواكه المتوفرة، إلى جانب الكلاسيكية المعروفة من المشمش، البرقوق والعنب أو الزبيب، هناك دوائر الموز، الكيوي، الأناناس، التمر، التين، التفاح، المانجو والعديد من الفواكه الأخرى اللينة التي تجفف عن طريق استخراج مياهها بطرق بسيطة يمكن اعتمادها كذلك في البيت بالنسبة للنساء اللواتي لديهن وقت كاف لذلك، حيث قال من الممكن تحضير تلك الفواكه في البيت للتأكد من جودتها واختيار الأنواع التي نفضلها، إلى جانب الاقتصاد في المصاريف خصوصا وأن تلك الفواكه الجافة تشهد ارتفاعا في أسعارها داخل الأسواق لاسيما وأنها تستورد على تلك الشاكلة من دول أجنبية ترفع من تكلفتها”.

وأضاف الشاف أنّ إدراج تلك الفواكه في نظامنا الغذائي ضروري، كتحضير طبق حلو جانبي خلال شهر رمضان، بنفس طريقة تحضير طبق الحلو التقليدي، موضحا أهمية التدقيق في مزج المكونات فيما بينها حتى لا تتداخل النكهات، مثلا بإدراج أنواع محددة في نفس الطبق على أن تكون بنفس النكهة والأخذ بعين الاعتبار الفواكه ذات الحموضة مع الفواكه مرتفعة الحلاوة وهذا لخلق تجانس واعتدال في الطبق.

وأشار الشاف صديق أمين، إلى أن الاستفادة من منافع تلك الفواكه الجافة يمكن تداركها خلال الشهر الفضيل، خصوصا وأنّ الإبداع هو عنوان هذه المناسبة العظيمة، والأكل المتزن هو الشعار الذي لابد أن يحمله كل صائم خلال الشهر الفضيل، فرغم أنّ الفواكه المجففة معروفة بانخفاض نسبة الدهون فيها إلا أنها غنية بالمعادن والألياف، مثل الحديد والمغنيسيوم، الأحماض الأمينية، الكالسيوم، البوتاسيوم والفيتامينات، بما في ذلك فيتامين أ، في شكل بيتا كاروتين لذا لابد أن نميل إلى استهلاكها لكن بشكل معتدل أيضا لأنها في نفس الوقت غنية بالكربوهيدرات لتركيز السكريات فيها. وما يجب الإشارة إليه أن تلك الفواكه لابد من معرفة ما تحمله من منافع زيادة على ذلك تناولها على الشكل مجفف يزيد من مزاياها وتركيز المعادن المتواجد بها. وأكد المتحدث أن تلك الفواكه تبقى حليفا ممتازا لغذاء متزن بعد يوم كامل من الصيام، لكن على أن يتم ذلك بكل عقلانية فكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.