حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح

حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح
  • القراءات: 3918
أ. ع أ. ع

القراءة من الجوال أو الحاسوب في الصلاة لها حكم القراءة من المصحف، وهي مسألة مشهورة وفيها خلاف بين العلماء ، حيث أجازها الشافعية والحنابلة، وقال أبو حنيفة ببطلان صلاة من قرأ من المصحف، وأجازه المشايخ خاصة مع تفشي فيروس كورونا واضطرار الناس لأداء صلاة التراويح في بيوتهم

فقد ذهب الشافعية والحنابلة في المعتمد إلى جواز القراءة من المصحف في الصلاة؛ سواء كانت صلاة فرض أم نفل. وقد استدلّوا بما ورد أن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) "كان يؤمها عبدها ذكوان مِن المصحفِ". رواه البخاري

وقال الإمام أحمد: "لا بأس أن يصلي الإمام بالناس القيام وهو ينظر في المصحف". ولما سئل عن الفريضة قال: "لم أسمع فيها شيئا".

وسئل الزهري عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف، فقال: "كان خيارنا يقرأون في المصاحف".

وجاء في شرح "روض الطالب" للشيخ زكريا الأنصاري: "إذا قرأ الإمام (المصلي) في مصحف، ولو قلب أوراقه أحيانا لم تبطل (صلاته)؛ لأن ذلك يسير أو غير متوال لا يشعر بالإعراض، والقليل من الفعل الذي يبطل كثيره إذا تعمده بلا حاجة مكروه".

وذهب أبو حنيفة إلى فساد الصلاة بالقراءة من المصحف مطلقا قليلا كان أو كثيرا، إماما أو منفردا، أميا لا يمكنه القراءة إلا منه أو لا. وذكروا لأبي حنيفة في علة الفساد وجهين:

أحدهما، أن حمل المصحف والنظر فيه وتقليب الأوراق عمل كثير. والثاني أنه تلقن من المصحف، فصار كما لو تلقن من غيره. واستثني من ذلك ما لو كان حافظا لما قرأه وقرأ بلا حمل فإنه لا تفسد صلاته، لأن هذه القراءة مضافة إلى حفظه لا إلى تلقنه من المصحف، ومجرد النظر بلا حمل غير مفسد.

وفرّق المالكية بين الفرض والنفل، فرأوا كراهة قراءة المصلي في المصحف في صلاة الفرض مطلقا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها؛ لاشتغاله غالبا. ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة في المصحف من غير كراهةٍ؛ لأنه يغتفر فيها ما لا يغتفر في الفرض.

وأما من جهة قراءة القرآن في غير الصلاة فالقراءة من المصحف أولى، لأنه أقرب إلى الضبط وإلى الحفظ، إلا إذا كانت قراءته عن ظهر قلب أحفظ لقلبه وأخشع له، فليقرأ عن ظهر قلب.

ومن سلبيات القراءة من المصحف – ومثله الحاسوب أو الجوال – في الصلاة، أنها تقتل همة الإمام في حفظ القرآن، وتقضي على رغبته في حفظه، فإذا علم أنه سيفتح مصحفا في صلاته أو سينظر في الحاسوب أو الجوال: لم يبذل وقته في حفظ كتاب الله تعالى، ولم يحرص على إتقانه، فاحرص أخي على حفظ كتاب الله، واقرأ منه في صلاتك عن ظهر قلب.

وذهب المشايخ إلى أنه لا حرج في القراءة من المصحف، ومنه الحاسوب والجوال، في قيام رمضان؛ لما في ذلك من إسماع المأمومين جميعا القرآن، ولأن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قد دلت على شرعية قراءة القرآن في الصلاة، وهي تعم قراءته من المصحف وعن ظهر قلب. وقد ثبت، كما ذكرنا سابقا، أن عائشة رضي الله عنها، أمرت مولاها ذكوان، أن يؤمها في قيام رمضان، وكان يقرأ من المصحف.