أزواج النبي أمهات المؤمنين

حفصة بنت عمر بن الخطاب.. حافظة النسخة الخطية للقرآن الكريم

حفصة بنت عمر بن الخطاب.. حافظة النسخة الخطية للقرآن الكريم
  • القراءات: 1047
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يقول الأستاذ بشير إبراهيم، الباحث في الشريعة والقانون بجامعة "أبي بكر بلقايد" بتلمسان، عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: وقد تزوجها رسول الله بعد أن مات عنها زوجها خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا، توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم. قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها. رواه البخاري، وقد كانت حفصة امرأة صوامة قوامة، وبشر جبريل عليه السلام النبي أن حفصة زوجته في الجنة.

تزوجها النبي في السنة الثالثة الهجرية في شهر شعبان، وكان مهرها أربعمئة درهم، وكان ترتيبها الرابعة بين زوجات الرسول، كان عمرها عند زواجها منه عشرين سنة تقريبا. عاشت السيدة حفصة في بيت المصطفى حتى وفاته، صلى الله عليه وسلم، وقد عرفت بكثرة الصيام والقيام بالليل، وكان ذلك سببا في أمر الله لنبيه ألا يطلقها حين هم بذلك، بسبب ما كان من شأنها هي وعائشة، حيث أفشت سرا للنبي بسبب الغيرة بين الزوجات، حين تعلق الأمر بالسيدة مارية القبطية، فقد عرفت حفصة بغيرتها على الرسول من زوجاته الأخريات، فأوحى للنبي بأن لا يطلقها لأنها صوامة قوامة، وإنها من نساء الجنة، كما كانت ذات فقيهة عصرها، اتصفت بالبلاغة والفصاحة، فروت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة، وروى وتعلم منها عدد من الصحابة والتابعين. وبعد وفاة النبي، لزمت السيدة حفصة بيتها ولم تخرج منه توبة كاملة بعد غيرتها وما خلفته، ولم تذكر سوى في حديثين؛ الأول بعد حروب الردة عندما توفي الكثير من حفظة القرآن، حيث قرر أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بمشورة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بجمع القرآن، وأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل محفوظا عند أبي بكر الصديق حتى وفاته، ثم عند عمر بن الخطاب من بعده، ثم في حوزة حفصة رضي الله عنها بعد وفاة عمر بن الخطاب، عندما اختلف المسلمون في زمن عثمان بن عفان، أي القرآن أصح، حيث طلب عثمان المصحف من حفصة لينسخ عنه عددا من النسخ. توفيت حفصة رضي الله عنها، في السنة الحادية والأربعين للهجرة في المدينة المنورة، مع بداية خلافة معاوية بن أبي سفيان، ودفنت في البقيع.

لنا في الغد بحول المولى تعالى، موعد مع السيدة زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها.