مسلمون في المهجر

تضحيات لأداء الشعائر الدينية بايطاليا

تضحيات لأداء الشعائر الدينية بايطاليا
  • القراءات: 1372
ق. م ق. م

يجد مسلمو إيطاليا من أصل أجنبي وعربي أنفسهم خلال شهر رمضان الفضيل أمام التزام مزدوج يتمثل في تدبير الإكراهات التي يمليها عليها مقامهم في بلد الاستقبال، وفي طموحهم المشروع إلى ممارسة شعائرهم الدينية خلال شهر الرحمة والغفران. ويجد المسلمون بإيطاليا أنفسهم مجبرين أحيانا على تقديم تضحيات إضافية من أجل أداء شعائرهم الدينية مع الالتزام بالقواعد التي يضعها مشغلوهم والحفاظ على المستوى المعهود ذاته من الحذر والإنتاجية في العمل.

 ويضطر البعض إلى تناول وجبة الإفطار في مكان العمل إذا كان يسمح لهم بذلك، أو الانتظار إلى حين مغادرة العمل من أجل الإفطار.ولا يمكن لمسلمي إيطاليا، الذين يقدر عددهم ب 2ر1 مليون نسمة، الاعتماد على الأذان لأداء الصلوات الخمس. فبدون الإقامة على مقربة من أحد المساجد (لا توجد إلا ثلاثة مساجد كبرى على التراب الإيطالي في كل من روما وميلانو و كاتانيا "صقلية"، أو بأحد المقار العديدة التي جهزت من أجل أداء الصلاة، حيث يسعى المسلم غالبا إلى التزود بيومية لأوقات الصلاة تطبعها المساجد الكبرى أو الاعتماد على الأنترنيت في معرفة أوقات الصلاة وبدء واختتام ساعات الصوم. ولا يجد المسلم بإيطاليا راحته إلا في مسجد ميلانو (شمال) الذي لا يتسع إلا  لـ300 مصل، وهو عدد قليل  بالنظر للتدفق الكبير على المسجد طيلة شهر رمضان. وتتم الصلاة فيه عبر مجموعات من أجل التغلب على مشكل ضيق المكان بالنسبة لأعداد المصلين.

ومهما يكن من أمر، فإن المسلم بإيطاليا، المتشبث بدينه من جهة وبالتزاماته إزاء بلد الاستقبال من جهة أخرى، يستقبل بخشوع شهر رمضان الكريم، شهر التوبة والغفران ولكن أيضا شهر الجد والعمل.