لعظمته عند الخالق وروحانيته الخاصة

تسابق نحو الطاعات في شهر الخيرات

تسابق نحو الطاعات في شهر الخيرات
  • القراءات: 1514
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يتميز الشهر الفضيل بروحانية خاصة تميزه عن باقي أشهر السنة، حيث تعتبر هذه المناسبة فرصة للتقرب من الله عز وجل، تزداد فيها العبادات بالتنسك وقراءة القرآن، وحتى لو لم نر بأعيننا يتغير فيه الكون كله، ويهيئ الله الخالق جل وعلى في نفوس عباده دوافع الشوق إلى التعبد والرغبة في الفرار إليه والتوبة من الذنوب والسكون إلى رحمته.

في هذا الصدد، أشار الإمام حمدي من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف إلى أنّ رمضان هو شهر بجّله الله تعالى لعظمته باعتباره الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هداية للعالمين بلسان عربي مبين، وهذا ما يجعل له ميزة وبركة عن باقي الأشهر القمرية.

وأوضح الإمام أن الشهر الكريم فيه أعظم الفرائض والعبادات القديمة، وهي فريضة الصيام تهيئ هذا في النفوس تهيئة لا نظير لها في غيره من الشهور، حيث تخلق نوعا من التنافس بين عباد الله للاجتهاد في العبادات بين فريضة الصيام نهارا وسنة نبينا عليه السلام ليلا للقيام.

وقال الإمام إن في شهر رمضان تصفَّد الشياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وكل يوم من أيامه ينادى فيه إلى فعل الخير وترك الشر، لحديث نبينا من حديث أبي هريرة قال - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْر أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ".

وأشار الإمام إلى أن الحسنات في هذا الشهر تضاعف، وتزداد أوجه الخيرات والبركة وفعل الخير، حيث توضع النفوس أمام تحدي التحكم فيها بالصيام والابتعاد عن كل ما تشتهيه الأنفس، وعلى هذا تعد المناسبة فرصة للاستثمار فيها ففيها فضل الصيام والقيام وفعل الخيرات كلها تقرب العبد من ربه.

وأضاف أن أعمال الخير يضاعف أجرها عند الله في هذه المناسبة لكن يبقى الصيام له ميزته الخاصة، فكل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وقال الله عز وجل "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

وأضاف الإمام أن في هذا الشهر ترتفع منزلة العبد ويشابه في هذا مقام الملائكة وارفع منها، حيث أن الملائكة في هذا الشهر تحف الذاكرين وتستغفر للتائبين وتكتب أجور المحسنين وترفع الأعمال الصالحة وتمحو عن العبد ما كدر طوال العام، وهذا دليل على العظمة التي أخصها الله لهذا الشهر الذي جعل من فريضة الصيام فيه من أعظم العبادات وأكثرها تقربا من الله تعالى، ولهذا لابد أن يكون تحفيز للعباد كي يستثمروا في هذه المنحة الربانية العظيمة بإحسان الصوم والتخلي عن المعاصي ابتغاء لوجه الله والأجر والمغفرة.

ودعا الإمام حمدي، إلى ضرورة الاجتهاد خلال هذا الشهر واغتنام الفرصة للعبادة والتقرب من الله لحصد الحسنات والابتعاد عن السيئات.