طباعة هذه الصفحة

ممارسة الرياضة في رمضان

تخفف مخاطر التغذية الخاطئة

تخفف مخاطر التغذية الخاطئة
  • القراءات: 819
❊  نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

لا يزال الأخصائيون يوصون بممارسة الرياضة لنمط معيشي متزن وبالتالي الحفاظ على الصحة، وكثيرا ما يشدّد الأطباء التركيز على تلك الأنشطة البدنية خلال الشهر الفضيل، حيث تزداد السلوكيات الغذائية الخاطئة، التي تعرّض صحة الفرد إلى مشاكل ومضاعفات قد لا يحمد عقباها.

عن هذا الموضوع، حدثتنا الدكتورة نادية مزنان، طبيبة منسقة على هامش الأيام التحسيسية للمصابين بالسكري ورمضان، حيث أوضحت أنّ ممارسة نشاط رياضي خلال هذا الشهر جد مهم، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون السمنة وكذا المصابون بالأمراض المزمنة على غرار السكري وضغط الدم وارتفاع معدلات الكوليستيرول في الدم، حيث أكّدت أنّ الرياضة من السبل الفعالة في حرق الفائض مما نستهلكه، لاسيما إذا كانت لدينا عادات غذائية خاطئة، كالتناول المفرط للسكري أو الملح أو المواد الدسمة. وقالت مزنان، في رمضان يزداد استهلاك الكثير من الأطباق المشبعة بالدهون، والغنية بالسكريات خلال السهرات، كما تقل نسبة الماء المستهلكة، وتزداد كذلك الأطباق المقلية بزيوت محترقة كلها تضع الصحة في خانة الخطر، وما يزيد الطين بلة الخمول والكسل الذي يميز الفرد خلال هذا الشهر ويدفع بالكثيرين إلى البقاء جالسين طيلة اليوم دون تحريك ساكن إلاّ للعمل أو لتحضير وجبة الفطور بالنسبة للنساء.

في هذا الصدد، قالت الطبيبة مزنان إنّ الرياضة هي من أساسيات حياة متّزنة وصحة جيدة، والرياضة لها العديد من الأوجه، فممارسة تلك الأنشطة ـ تقول المتحدثة ـ تختلف من فئة عمرية إلى أخرى ومن الحالة الصحية للفرد إلى فرد ثاني. وأوضحت أنصح بممارسة الرياضة خلال الشهر الفضيل، وأثناء النهار عندما يكون الفرد صائما لا أعني الرياضة المحترفة مثلا الركض لمسافة طويلة أو حمل الأثقال أو غيرها من الرياضات المرهقة، وإنّما الأنشطة الرياضية التي يمكن أن تكون مجرد نشاط بدني لحرق الحريرات والحفاظ على اللياقة، فمثلا يمكن بذلك المشي، القيام ببعض الأنشطة المنزلية فتلك الحركات أيضا تساعد على حرق الدهون والركض قدر المستطاع بالنسبة للشخص القادر على ذلك.

وأوضحت المتحدثة أنّ أفضل وقت لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان هي قبيل آذان المغرب بساعتين، فقط على الأقل لا أكثر، لأنه خلال النشاط الرياضي سوف يحتاج الجسم إلى ترطيب، وسيشعر بإرهاق أسرع من الأيام العادية بسبب الصيام وغياب السكريات اللازمة لرياضة مكثفة.

كما أشارت الدكتورة مزنان إلى أنه من الأفضل للأشخاص ذوي العادات الغذائية الخاطئة ممارسة الرياضة بعض الإفطار وذلك لحرق ما تم استهلاكه من مواد مضرة بالصحة كالمشروبات الغازية أو الحلويات المشبعة بالسكر أو أطباق غنية بالدهون، أما بالنسبة لكبار السن، فيبقى دائما المشي نحو المساجد لصلاة التراويح والصلاة في حد ذاتها مفيدة للصحة وتعتبر نشاطا بدنيا في حدّ ذاته، فمن الضروري عدم الخمول بعد الإفطار والاستلقاء أو النوم مباشرة بعد ذلك، لأنّ ذلك يهدّد الصحة ولا يجعل الجسم يحرق تلك الدهون المخزنة من غذاء غير متّزن.

وشددت في الأخيرة الأخصائية على ضرورة تثمين الأطعمة المتزنة وتفادي تلك السلوكيات الخاطئة خلال شهر الصيام، والابتعاد قدر الإمكان عن السكريات التي هي أكثر ما يستهلكه الفرد بعد يوم كامل من الصيام بحثا عن الطاقة، واستهلاك أيضا كمية معتبرة من الماء لترطيب الجسم ولتعويض النقص الذي يتعرض له الجسم خلال الصيام.