يعرف شهر رمضان بتسجيل ارتفاع في حوادث المرور، تبعا لما تشير إليه الأرقام المسجلة سنويا، بسبب حالة النرفزة والغضب والسرعة التي تصيب الصائمين، خاصة خلال الدقائق القليلة المتبقية على موعد أذان المغرب، الأمر الذي يدفع بمصالح الأمن وحركات المجتمع المدني، إلى تسطير برنامج خاص، يهدف إلى تحقيق غاية واحدة، وهي الحد من حوادث المرور، وهو السلوك الاستباقي الذي بادرت إليه جمعية الممرنين المحترفين للسياقة، التي سطرت برنامجا ثريا ومتنوعا لفائدة الكبار والأطفال.

بادرت الجمعية إلى ضبط البرنامج المرتبط بالشهر الفضيل، في خطوة استباقية من أجل الحد من حوادث المرور، وحمل الصائم على احترام قانون المرور، خاصة أن جل الحوادث التي تقع، مرجعها العامل البشري وعدم تطبيق قانون المرور. أكدت رئيسة الجمعية نبيلة فرح في معرض حديثها مع "المساء"، أن تطبيق هذا البرنامج يبدأ في اليوم الأول من شهر رمضان، حيث يجري إطلاق حملة واسعة للتوعية والتحسيس بالسياقة الآمنة، وكذا استهداف المدارس القرآنية، حيث يجري التوعية حول قانون المرور. كما يتم أيضا تقديم بعض التوجيهات حول الأدعية التي تحصن السائق خلال استعماله المركبة، فضلا عن توزيع بعض المصاحف والمطويات، التي تتناول جملة من التوجيهات حول كيفية السياقة الآمنة في شهر الصيام. إلى جانب تنشيط عدد من الندوات العلمية بمعية الأفواج الكشفية التي تلعب دورا بارزا في العمل الجواري، حول كل ما يتعلق بنبذ السياقة الهمجية في شهر رمضان، وكيفية التحكم في الأعصاب، وتجنب الغضب والانفعال السلبي الذي يؤدي إلى نتيجة واحدة، وهي التسريع في وقوع الحادث.

من جملة البرامج التي تعول عليها أيضا الجمعية؛ العمل بالتنسيق مع وحدات الحماية المدنية، على تسطير زيارات ميدانية إلى عدد من المؤسسات الاستشفائية، لرفع معنويات ضحايا حوادث المرور، مع العمل على توزيع الكمامات وأجهزة الأكسجين، وغيرها من المعدات التي يحتاج إليها المريض خلال تواجده في المستشفى. على صعيد آخر، أشارت رئيسة الجمعية، إلى أنها لم تنس خصوصية الشهر المعروف بالتضامن والتآزر والتكافل الاجتماعي، حيث سعت أيضا إلى برمجة حفل ختان، وتوزيع عدد من الجوائز لفائدة حفظة القرآن الكريم، بالتعاون مع كل من وزارتي النقل والشؤون الدينية والكشافة الإسلامية والدرك ومعهد التكوين المهني ومصالح الصحة.