تتوافد عليها العائلات لساعات متأخرة من الليل

المعارض التقليدية تنعش السهرات الرمضانية

المعارض التقليدية تنعش السهرات الرمضانية
  • القراءات: 3262
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نجحت معارض الصناعة التقليدية المنتشرة عبر العديد من بلديات العاصمة في إحياء الليالي الرمضانية، من خلال استقطاب العائلات الباحثة عن الراحة بعد يوم كامل من العمل داخل وخارج البيت، إلى مختلف الأماكن، منها معارض الصناعة التقليدية التي لها ميزة خاصة في ضمان النشاط والحركة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.

مهرجانات الصناعة التقليدية أصبحت قبيل سنوات عادة تتكرر مع كل صائفة، يعتمد القائمون خلال تنظيمها على اختيار أماكن إستراتيجية، تضمن استقطاب الزوار بالمئات في اليوم الواحد، مما يسمح للحرفيين بتصريف بضاعتهم.

وحسب بعض العارضين، فإن الحدث الذي يستمر طيلة الموسم الصيفي، وخلال شهر رمضان، يهدف إلى ربط جسور التواصل بين الحرفيين أنفسهم والزوار القاصدين للمكان للاستجمام من داخل وخارج الوطن خلال هذه المناسبة، واعتبروا في حديثهم لـ«المساء»،  أن إقامة هذا النوع من المعارض للصناعة التقليدية والحرف اليدوية والذي يهتم بجانب من جوانب الإرث الوطني، أصبح تقليدا سنويا يسمح للحرفيين بالالتقاء والتعريف بأنفسهم والترويج لمنتجاتهم، ففترة الصيف تعتبر أحسن فترة يحقق فيها الحرفي مدخولا معتبرا بعد ركودها خلال باقي مواسم السنة، ويزداد الإقبال على تلك المعارض خلال الشهر الفضيل. نظرا للروحانية والدفء الذي يتميز به الشهر، مما يجعل الجميع يربطه بالتقاليد والعادات القديمة الأصيلة التي توحي هي الأخرى بالدفء بفضل تصاميمها الجميلة التي تتماشى مع الأجواء الرمضانية، فلا مكان أحسن من معارض للصناعة التقليدية لاقتناء بعض من تلك التحف الفنية وتزيين البيت بها في هذه المناسبة العظيمة.

وقد تنوعت خيم الحرفيين لتجمع أنواعا من الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، تعكس بذلك التنوع الكبير لهذه الصناعات عبر ربوع الوطن، فمن اللباس التقليدي إلى صناعة الفخار، مرورا بالحلي التقليدية ومشتقات الجلود، دون إغفال التزيين الداخلي الجامع بين العصري والتقليدي، فإن زوار تلك المعارض يجدون ضالتهم من خلال «الفسيفساء» المعروضة من قبل الحرفين الذين تفننوا في صناعتها.

العديد من  البلديات بالعاصمة والمدن المجاورة شهدت إقامة تلك المعارض التي تعرفت بدورها إقبالا منقطع النظير خلال السهرات الرمضانية، هذا ما رصدته «المساء» خلال تجوالها بين أحضان العاصمة بعد ساعة قليلة من الإفطار، حركة تنطلق مباشرة في تلك المرحلة لتصل إلى ذروتها بعد صلاة التراويح، حيث يعطي الأب موعدا لأفراد عائلته للخروج في جولة لا يعودون منها أدراجهم إلا بعد ساعات متأخرة من الليل، تصل أحيانا إلى فترة الإمساك بالنسبة لبعض الشباب.

تعد تلك المعارض واحدة من الأماكن المستحبة للعائلات التي تقضي فترة تجوالها بين أجنحتها، بفضل ما تمنحه من أجواء عائلية جيدة، فضلا عما تعرضه من سلع مميزة بأسعار معقولة خاصة بعروض رمضانية.

ولفت عدد من العارضين الذين حدثتهم «المساء»، إلى أن إقبال الأسر في الليالي الرمضانية وباقي ليالي الصيف دفعتهم إلى تكرار هذا النوع من المهرجانات في كل سنة، ويعتزم الحرفيون استغلال ساعات الليالي الرمضانية والصيفية على السواء للاستمرار في عرض منتجاتهم على الزوار، مؤكدين أنهم سيشرعون في بدء عملهم مباشرة في السهرة إلى وقت السحور.