حسن بوفنيسة رئيس جمعية ”تضامن أيدز”:

المريض يحاول الجمع بين الفرض والمتابعة الطبية

المريض يحاول الجمع بين الفرض والمتابعة الطبية
  • القراءات: 1457

يعيش مريض الأيدز كغيره من المواطنين أجواء الشهر الفضيل، حيث يصوم يومه ويباشر كل عباداته، حسب حسن بوفنيسة رئيس جمعية تضامن أيدز، الذي أكد في حديثه لـ«المساء أنّ هذه الفئة من المرضى تعيش اليوم بكلّ أريحية وتمارس حياتها بصورة عادية بعدما تطوّر العلم في مجال التكفّل بهذا الداء وجعل إمكانية صيامهم واردة، لاسيما بعدما أصبح تناول الدواء محصورا في فترات معينة وبكميات قليلة.

يبدأ رئيس الجمعية بوفنيسة يومياته في رمضان بصورة عادية، حيث لا يشعر مطلقا باختلافها عن الأيام الأخرى، إذ يلتحق بمكتب الجمعية الكائن  ببلدية باب الوادي للإشراف على متابعة شؤون مرضى السيدا الذين تعوّدوا التردّد على جمعيته بغرض أخذ بعض الاستشارات أو طلب التوجيهات أو المساعدة. ويقول في معرض حديثه بحكم أن شهر رمضان لديه خصوصية، نجد أن احتياجات المرضى تختلف حيث تكون كل أسئلتهم بنسبة 90 بالمائة موجهة في كيفية الجمع بين المتابعة الطبية والعلاجية لمرضهم من دون المساس بصيامهم حتى يظل صحيحا، حيث يشهد توافد المرضى على الجمعية للتأكد من جملة المعلومات عن المتابعة الصحية والصيام، وهذا إنما يدل على حرصهم الشديد على أداء هذا الركن المهم من أركان الإسلام الذي عادة ما يرفض فيه البعض استخدام الرخصة رغم أن الشريعة تجيز لهم ذلك ويفضلون الصيام لأنهم ينظرون إليه على أنه واجب ديني. وعما إذا كان كل مرضى السيدا بإمكانهم الصيام، أفاد محدثنا أن الفئة التي يحق لها الصيام هي تلك التي تخضع بصورة دورية ومنتظمة للمراقبة الطبية، حيث تكون حالتهم مستقرة ويلتزمون بتناول أدويتهم دون انقطاع بعد الإفطار، مشيرا إلى أنّ مريض السيدا في سنوات التسعينات كان يستحيل عليه الصيام بالنظر إلى كمية الأدوية الكبيرة التي يتناولها على فترات متقطعة من النهار، وكانت تصل إلى 16 حبة دواء، ومع تطور العلم وتغير العلاج، أصبح بإمكان مريض السيدا اليوم تناول قرص دواء واحد يجمع ثلاثة أدوية، الأمر الذي أعطى نوعا من الأمل لهذه الشريحة التي تتطلع دائما للتكيّف مع مرضها ولتعيش حياتها بصورة عادية، موضحا أنّ صيام مريض السيدا يجعله أيضا ملزما بالبقاء دائما تحت الرقابة الطبية لمتابعة حالته وحرصا على سلامته، ويقول خاصة وأن البعض يكثر من الأكل  أو يجهد نفسه في التعبّد.

من جهة أخرى، أشار رئيس الجمعية إلى أنّ مريض السيدا الذي لا يمكنه الصيام  ويكون ملزما باستخدام الرخصة التي تبيح له الإفطار، هو المريض الذي، إلى جانب إصابته بالسيدا، يعاني من مرض آخر مزمن كداء السكري أو الضغط الدموي، هذه الشريحة يقول ننصحها في كل مرة بضرورة عدم الصيام والتقيد بتناول الأدوية والخضوع بصورة دورية للرقابة والمتابعة الطبية، وفي المقابل نواجه ـ يردف ـ بعض الإشكالات مع المرضى الذين يتمسّكون بالصيام ويتوقّفون عن تناول أدويتهم ما يعرضهم للوعكة الصحية.

وعن البرنامج المسطر من الجمعية لشهر رمضان، أفاد بوفنيسة أن الجمعية تحاول في كل مرة أن تدعم مريض السيدا ليشعر أنه شخص عادي يتمتع بحقوقه، ومرضه لا يشكل أبدا عائقا مادام يتابع علاجه. وبالمناسبة ـ يقول ـ فرغت الجمعية مؤخرا من إعداد دليل دعم الامتثال للعلاج، الذي يتم تجديده كل عشر سنوات وبحكم أن الدليل القديم انقضت مدته، تم تجديده وإدراج فيه كل ما يحتاجه مريض السيدا بما في ذلك النصائح والتوجيهات الخاصة بصيام الشهر الفضل، إلى جانب هذا ـ يوضح ـ تسعى الجمعية خلال الشهر الفضل إلى دعم هذه الفئة ببعض المساعدات المتمثلة في مواد غذائية تقدم لهم كنوع من المساعدة الاجتماعية ليعيش المريض أجواء رمضان كغيره. 

رشيدة بلال