تزامن الاختبارات والشهر الفضيل

المراجعة التزام إضافي على عاتق ربات البيوت

المراجعة التزام إضافي على عاتق ربات البيوت
  • القراءات: 372
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

أصبح تزامن الشهر الفضيل والاختبارات المدرسية لمختلف الأطوار التعليمية يشكّل انشغالا حقيقيا للأولياء خاصة الأمهات، لكونهن المعنيات في أغلب الأسر بتدريس الأبناء، ولأنّ للشهر الفضيل خصوصية تفرض على ربة البيت تقسيم وقتها لتحضير المائدة والتسوق والقيام ببعض العبادات التي أدرجت في السنوات الأخيرة في أجندتها التزاما جديدا، حاولت المساء من خلال الاحتكاك بهن معرفة كيفية التوفيق بين كل هذه الالتزامات.

لم تخف أغلب النساء المستجوبات استياؤهن لتزامن امتحانات أواخر السنة والشهر الفضيل، هذا الشهر الذي يفرض عليهن التزامات جديدة تحتاج منهن إلى بذل الكثير من الجهد، الأمر الذي دفع بهن إلى التفكير مسبقا في وضع خطة تمكنهن من التوفيق بين المراجعة للأبناء وعدم التقصير في باقي الأعمال المنزلية التي تتضاعف بهذا الشهر، وهو ما أشارت إليه السيدة حكيمة من سكان بلدية بوزريعة أم لثلاثة أبناء يدرسون في مستويات تعليمية مختلفة، حيث أوضحت في معرض حديثها أنّها من النوع الذي يطيل السهر في متابعة مختلف البرامج التي تبث خلال الشهر الفضيل ولا تحب الاستيقاظ باكرا، وبحكم أنها من تشرف على تدريسهم، قررت تغيير برنامجها بصورة مؤقتة إلى أن يفرغ أبناؤها من اختباراتهم، إذ لا يمكنها التعاطي معهم خلال اليوم نتيجة الشعور بالتعب والإرهاق من الصيام، حيث تكلفهم بمراجعة دروسهم، وبعد الإفطار والانتهاء من ترتيب المطبخ، تباشر مهمتها التربوية.

في حين أشارت مواطنة أخرى في معرض حديثها إلى أنّ تدريس الأطفال بعد الإفطار بالنسبة لها أمر مستحيل، حيث يتعذر عليها  التفاعل معهم نتيجة التعب والإرهاق اللذين يصيبانها بعد الإفطار، من أجل هذا تميل دائما إلى القيام بواجبها نحو أبنائها قبل موعد الإفطار  ليتسنى لها التفرغ للعبادة ومشاهدة بعض البرامج التلفزيونية التي تشغل كل وقتها بعد الإفطار.

أعربت السيدة سعاد أم لابنين بالطور الثانوي والمتوسط، عن عدم شعورها بالقلق بحكم أن أطفالها متعودون على المراجعة بأنفسهم، ومع هذا تعلق أفضّل دائما أن أحفزهم على المراجعة قبل موعد آذان المغرب ليتسنى لهم بعد الإفطار مشاهدة البرامج أو الخروج إلى الحي أو الذهاب لأداء صلاة التراويح.

ارتباط الشهر الفضيل بالتسوّق وتحضير ما لذّ وطاب من الأطباق خاصة في الأيام الأولى منه، ناهيك عن التفرغ للعبادة وتحديدا صلاة التراويح، دفع ببعض النساء إلى التخلي عن بعضها إلى حين يفرغ أبناؤهم من الاختبارات، وهو ما جاء على لسان  كريمة. م« أم لطفل متمدرس بالطور الابتدائي، يستعد لاجتياز شهادة التعليم الابتدائي، مؤكّدة أنّها متعوّدة على الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، ومن أجل ابنها قررت التخلي عن هذه العبادة للتفرغ لتدريسه. وبحكم أن الوقت لا يسمح لها قبل موعد الإفطار، خاصة وأنها ترافقه يوميا من والى المدرسة شأنها شأن أغلب النساء، تفضل تخصيص بعض الوقت بعد الإفطار رغم التعب والإرهاق الذي تشعر به بعد يوم كامل من العمل وتعلق تزامن الاختبارات والشهر الفضيل، أضاف إليّ التزاما وعبئا إضافيا قلل من حماستي لهذا الموعد الديني الذي يحتاج إلى الكثير من الوقت.

في حين أعربت موظفة وأم لثلاثة أطفال بأن تزامن الاختبارات والشهر الفضيل فرض على ربات البيوت خاصة العاملات التزاما شاقا، وبحكم أنها عاجزة عن التوفيق بين العمل وشؤون البيت والأبناء، قررت أن تطلب إجازة خلال الفترة التي يمضي فيها أبناؤها الاختبارات على الأقل ليتسنى لها ـ  تقول  ـ الإشراف على تدريسهم بعيدا عن الضغط.