المجاهدات والشهيدات صانعات الحرية

المجاهدة جميلة بوباشا.. رفضت الأضواء وحرّكت أحرار العالم

المجاهدة جميلة بوباشا.. رفضت الأضواء وحرّكت أحرار العالم
المجاهدة جميلة بوباشا
  • القراءات: 2940
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

اليوم لنا موعد مع الجزائرية جميلة بوباشا، حيث ذكر في شأنها المؤرخ محمد غرتيل أنها المرأة الفحلة التي تحرّك من أجلها زعماء العالم. الجزائرية التي رسمها بابلو بيكاسو، وتحرك ماو تسي تونغ والرئيس الأمريكي كينيدي وأكبر مثقفي وسياسيي العالم لأجلها. المجاهدة التي رفضت الأضواء والشهرة، لأنها قالت: "أريد أن أبقى وفية لإخواني وأخواتي الشهداء، لا أريد أن يشار على أنني تلك البطلة، ما هي قيمة ما أصابني أمام ما أصابهم، لقد ضحوا بكل ما يملكونه!".

إنها "جميلة بوباشا" أو (خليدة) وهذا اسمها الثوري، من مواليد 8 فيفري 1938 ببولوغين بالجزائر العاصمة. العالم كله سمع عنها يوما من الأيام بين سنتي 1960- 1961. وكتبت الصحف العالمية عن قصتها، وخصصت لها مقالات على صفحات الجرائد والمجلات يوميا، يتتبعها القراء. اهتز العالم لأجل معاناتها، ووُبخت فرنسا لأجلها، لأن جميلة بوباشا عُذبت عذابا وحشيا من طرف الجيش الفرنسي، الذي كان حاقدا عليها، لأنها ضُبطت متلبسة بقنبلة كانت تريد أن تضعها في مكان اتُّفق عليه مسبقا. ألقي القبض عليها مع أبيها وأخيها وأختها المجاهدة نفيسة بوباشا، فكلهم عائلة ثورية. عُذبت جميلة بوباشا عذابا لا يتحمله بشر وتنهدّ له الجبال، حتى زُلزل العالم لما عانته من وحشية الجيش الفرنسي على هذا الجسد الضعيف لهذه المرأة المناضلة.

تعاطف العالم كله مع جميلة بوباشا، وفي مقدمتهم الكاتب الفرنسي جون بول سارتر، والصحفية والكاتبة سيمون دي بوفوار، والرسام العالمي بابلو بيكاسو الذي رسمها في لوحة رائعة، والكاتب لويس أراغون. وتطوع كثير من المحامين للدفاع عنها، في مقدمتهم جيزال حليمي، التي رافعت عنها، وهي من دوّلت قضيتها، وعرّفت العالم معاناتها، حتى الرئيس الأمريكي كيندي والزعيم الصيني ماوتسي تونغ، تفاعلا مع قضيتها، وأرادا أن يتدخلا للدفاع عنها. حُكم عليها بالإعدام سنة 1961، ولكن تم الإفراج عنها بموجب اتفاقيات إيفيان في 7 ماي 1962، لتنضمّ لأول مجلس وطني للجزائر المستقلة.