أغلب الحالات سجلت قبيل الإفطار

العيادة المتخصّصة في المحروقين تستقبل 70 حالة

العيادة المتخصّصة في المحروقين تستقبل 70 حالة
  • القراءات: 1166
رشيدة بلال رشيدة بلال

إستقبلت العيادة المتخصّصة في الحروق بباستور بالعاصمة، خلال العشرة أيام الأولى من الشهر الفضيل، 70 حالة لأطفال تعرّضوا لحروق بدرجات متفاوتة، 15 منهم لا زالوا في العيادة لاستكمال العلاج. وحسب عمر بونيف، عضو سابق بالجمعية الوطنية للتوعية والوقاية ضد الحروق فإنّ أغلب الحالات المسجلة كانت بسبب انسكاب الشوربة الساخنة دقائق قبل الإفطار.

أغلب الحالات التي استقبلتها العيادة المتخصّصة للمحروقين حسب عمر بونيف من العاصمة، وتحديدا من بلديات باب الزوار ودرقانة وبراقي، بينما تم تسجيل بعض الحالات الأخرى من الولايات المجاورة على غرار البويرة والمدية، مشيرا إلى أنّ الحروق كانت بدرجات متفاوتة الخطورة ومست الأيدي والأرجل والوجه، الأمر الذي تسبب في إحداث تشوهات للأطفال.

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أنّه بالمقارنة مع السنة الماضية، عرف شهر رمضان لهذه السنة ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات بالحروق، وهو ما تكشفه الأرقام المسجلة والتي يمكن أن تكون مرشحة للارتفاع في ظل نقص الوعي لدى العائلات حيال ضرورة إخراج الأطفال من المطابخ، وإبعادهم عن مختلف مصادر الخطر المتمثلة في الدرجة الأولى بالطابونة التي تحضر عليها ربات البيوت المطلوع وتقلي عليها البوراك، إلى جانب  الشوربة التي تقدم ساخنة والماء والزيت الذي عادة ما يستخدم للقلي ويترك دون اتّخاذ تدابير السلامة.  وجدّد محدثنا نداءه إلى العائلات، خاصة إلى ربات البيوت من أجل التحلي بالكثير من اليقظة لاسيما  في الساعات التي تسبق الإفطار والتي تعتبر من أخطر الأوقات التي تقع عادة فيها الحوادث، رغبة في تقديم الأكل ساخنا، وبسبب الإصابة بالإرهاق والتعب من الصيام، ما يؤثّر على التركيز، حيث يصاب الصائم بالفشل نتيجة انخفاض معدل السكري في الدم، وتكون النتيجة وقوع الكوارث التي يكون ضحاياها من الأطفال، وبعد الاستشفاء تظلّ التشوّهات تلاحقهم، مشيرا في السياق إلى أنّه يتطلع في الأيام القليلة القادمة إلى إعادة تجديد الجمعية وتسطير برنامج وطني للتوعية ضد الحروق للمساهمة ولو بالقليل في تحسيس المواطنين وخاصة الأمهات من خلال بعض الإجراءات الوقائية التي يغفلون عنها لتفادي وقوع الحوادث أو في كيفية التصرف بعد وقوعها.

وردا عن سؤالنا حول جهود الدولة في مجال التكفّل الصحي بضحايا الحروق، أشار محدثنا إلى أنّه رغم الجهود المبذولة، فإنّها تظل غير كافية وهو ما تعكسه الحالات التي يجري استقبالها والتي تحتاج إلى تكفّل نوعي، موضّحا أنّ أهم رهان يجب العمل عليه هو توعية المواطنين للتقليل من حوادث الحروق لخفض عدد الإصابات خاصة وأنّ التكفّل بالمحروقين يكلّف خزينة الدولة أموالا كبيرة للحدّ من التشوّهات التي تحدث في حالات الحروق العميقة.