العمل التطوعي في رمضان يُشعرني بالسعادة والرضا

العمل التطوعي في رمضان يُشعرني بالسعادة والرضا
  • القراءات: 876
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

يختار عدد من الشباب في شهر رمضان المبارك، التوجه بقوه إلى العمل التطوعي، ولعل ما عزّز الظاهرة، الانتشار الكبير لمطاعم الرحمة في مختلف الأحياء والتجمعات السكنية، الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه لاستقبال الشباب الراغب في تقديم يد العون والظفر بأجر تفطير الصائم. المساء سلطت الضوء على واحد من هؤلاء الشباب، يدعى حسام بوكرة (31 سنة) طالب جامعي سنة أولى ماستر، تخصص اقتصاد وتسيير مؤسسات بجامعة الجزائر ”3”، وعن قصته مع العمل التطوعي ونوعية الأعمال التي يقوم بها والغاية منها، كان هذا اللقاء.

يقول حسام بأن قصته مع العمل التطوعي بدأت في شهر رمضان من سنة 2014، وكان دافعه لهذا العمل حبه الكبير لكل ما يخص العمل الإنساني وكذا الخيري ومساعدة الآخرين، إلى جانب العامل الديني، وهو التطلع لنيل الأجر والثواب، ويضيف كنت بحاجة إلى معرفة كيف يمكنني مساعدة غيري في إطار واضح ومنظم، وكان الجواب لدى جمعية جزائر الخير  التي تتواجد بالحي الذي أسكن فيه، والتي عن طريقها كانت انطلاقتي لعالم العمل التطوعي.   فيما يتعلق بخاصية العمل التطوعي، قال محدثنا العمل التطوعي في الجمعية متنوع ومتعدد ومتشعب، وهي الفكرة التي لم أكن على علم بها، حيث تعلمت كيفية التطوع في حملات التبرع بالدم وحملات الحفاظ على البيئة والقيام بعمليات التشجير وزيارة المرضى في المستشفيات، خاصة قسم الأطفال ومرضى السرطان، وتسليمهم بعض الهدايا، في محاولة منا لإدخال البهجة والسرور على قلوبهم والتخفيف عنهم، إلى جانب المشاركة في تسليم وجبات جاهزة للاجئين الأفارقة والمشردين في الجزائر العاصمة، ويردف فيما يخص الشهر الفضيل، اعتقد بحكم تجربتي الفتية، أن التطوع خلال هذا الشهر له نكهة خاصة، حيث يتمثل عملنا كمتطوعين في المساعدة على إعداد وجبات الإفطار، ويشرح أقوم كل صباح رفقة زملائي في العمل التطوعي على تحضير الخضر بناء على الطبق المبرمج، بعدها نلتحق بالمكان الذي يفترض تفطير الصائمين فيه لتجهيز الطاولات وتهيئة المكان. وقبل حلول الموعد، نبدأ في تسليم الأكل،  مشيرا إلى أن العمل يستمر إلى غاية تفطير آخر صائم يلتحق بالمطعم،  ومن ثمة يبدأ العمل الآخر المتمثل في تنظيف الصحون والمطعم، ليتم تحضيره لليوم الموالي.

عن كيفية التوفيق بين الدراسة والعمل التطوعي، أشار محدثنا إلى أن عمله في مجال التطوع لا يؤثر مطلقا على مشواره الدراسي بالجامعة، مشيرا إلى أن السر في ذلك، هو السعي إلى التوفيق بينهما، بالنظر إلى أهميتهما في حياته، يقول أخصص لكل منهما وقتا كافيا، وفي اعتقادي من يحسن التخطيط في حياته يمكنه القيام بكل ما يرغب فيه.

من جهة أخرى، أشار الشاب حسام إلى أنه بعد ما ذاق حلاوة العمل التطوعي، لا يتصور أن يمر يوم عليه دون أن يقوم بعمل ما في خدمة الغير،  ويعلق ينتابني دائما شعور بالرضا والسعادة عندما أحس أن هناك أشخاص يستفيدون من وقتي وجهدي، هذا الشعور وحده يكفيني ويرضيني ويحفزني للمزيد من العطاء. بالمناسبة، أنصح الشباب باستثمار وقت فراغهم في خدمة غيرهم من المحتاجين.

يختم المتطوع حسام حديثه بالقول، إن العمل التطوعي أعطاه نظرة إيجابية للحياة، من خلال إدراك أهمية مساعدة الآخرين، كما ساعده في بناء شخصيته من خلال التحلي بروح المسؤولية منذ الصغر، والتعرف على أشخاص جدد من متطوعي الجمعية عبر مختلف ولايات الوطن، وتكوين علاقة صداقة.

 

رشيدة بلال