العائلات العنابية تزين موائدها بالأطباق التقليدية

❊سميرة عوام

تستقبل العائلات العنابية شهر رمضان بالأطباق التقليدية التي لها نكهة خاصة، ورغم منافسة القنوات الخاصة بالطبخ ومواقع التواصل الاجتماعي بتقديم أشهى الوصفات العصرية، إلا أن المرأة العنابية تفضل إعداد كل ما هو تقليدي ويتماشى واحتياجات العائلة وطلباتها اليومية، للحصول على مائدة إفطار غنية بكلّ الأكلات ليحتل "الجاري" المتبل بالكسبر والكرافس والنعناع المكانة الأولى إلى جانب البوراك المصحوب بالليمون الذي يتربع على عرش المائدة طيلة الشهر .

يبقى الطبق الثاني ضروريا في أجندة السيدة العنابية، خاصة التقليدي منه، على غرار الشخشوخة، القريتلية، الملوخية، القناوية وحتى الكسكسي وغيرها، وهي أطباق جد مطلوبة، إضافة إلى رفيس الكسرة الذي يؤخذ مع أقداح اللبن وهي أكلة شعبية، متوارثة، إذ يخلط مع العسل والمكسرات ويكون أول ما يفطر عليه الصائمون باللبن مصحوبا بأنواع مختلفة من التمور.

وعلى صعيد آخر، تبقى الأطباق العصرية شبه غائبة في المطبخ العنابي، وهناك من يعتبرها أكلات خفيفة يتم تناولها في السهرة مع الضيوف، وسيدة المنزل بعنابة تدخل عادة معها بناتها وتسند إليهن مهمة إعداد هذه الأطباق العصرية التي تقدم على صفحات الفايس بوك وحتى القنوات الخاصة لتدريبهن وتعويدهن على الطبخ والتفنن فيه، وبعدها تبدأ تعليمهن إعداد كل ما هو تقليدي وهو ما يأخذ وقتا طويلا حتى يتعلمن أصوله.

من جهة أخرى، تتخصص بعض المحلات المتواجدة في عنابة مركز والتي غيرت نشاطها للربح السريع، خاصة وأن شهر رمضان مفتوح على كل الأطباق الشهية، في بيع الخبز والكسرة والمطلوع وكذلك الحلويات التقليدية مثل الزلابية والمقرقشات والشبكية وقد يمتد نشاطها إلى تحضير شوربة الفريك ولسان العصفور، حيث يسعى أصحاب المطاعم والمحلات لإعداد أشهى الأطباق للصائمين.

للإشارة، تفتح محلات بيع اللبن ومشتقاته في الأحياء العتيقة هي الأخرى مبكرا، ونجد طوابير طويلة تنتظر فرصة الظفر بحليب البقر، فعنابة في رمضان تتميز بنشاط وحركة غير عاديين للناس الذين تكتظ بهم الساحات للبحث عن كل ما هو طيب ويشبع العين، حتى الكور العنابي يمتلئ عن آخره لتميزه بتقديم الآيس كريم والكريبوني والمشروبات الباردة خلال السهرة، فرغم تقلب الجو هذه الأيام إلا أن العائلات تفضل الجلوس في الكور والشواطئ أو التجول على مستوى الكورنيش العنابي.

 

سميرة عوام

قراءة 7565 مرات