الصيام عبر التاريخ

الصوم عند اليهود والمسيحيين

الصوم عند اليهود والمسيحيين
  • القراءات: 3502

يوجب التوراة على اليهود الصوم في يوم الغفران (يوم كيبور)، وهو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى عليه السلام من سيناء للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة، حيث أعلن أن الله غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي، ويستمر اليوم مدة 26 ساعة من غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي، وهو "أقدس الشعائر الدينية اليهودية".

يمتنع اليهود في أوقات الصيام عن الطعام والشراب والجنس وكل ما هو سيء -حسب معتقداتهم- إذ يحرمون الاستحمام وانتعال الأحذية الجلدية. وتتوقف عند بض اليهود خلال هذا اليوم، الإذاعات والتلفزيونات عن البث والسيارات عن السير والنساء عن الطهي وعن جميع الأعمال المنزلية. ويصومون تقربا إلى الله ليغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم. أما المتدينون من اليهود فيذهبون إلى حائط البراق (حائط المبكى)، في جنوبي المسجد الأقصى، من أجل الصلاة قبل الشروع في الصوم.

للصيام اليهودي نوعان؛ فردي وجماعي: الفردي هو نوع من التكفير عن الخطايا وتطهير للنفس، أما الجماعي فيكون في بعض المناسبات والأيام المحددة كيوم الغفران، كما يصومون فيما يسمونه ذكرى هدم هيكل سليمان، ويوم وفاة النبي موسى عليه السلام. كما تصوم بعض الطوائف اليهودية قبل يوم من الحرب، ويصوم العريس وعروسه يوم زفافهم

فيما يشكل يوم الغفران استثناء، فإن من بين القواعد التي يتبعها اليهود، لا صوم أيام السبت، أو أيام المهرجانات أو الاحتفالات الدينية، ولا صوم في شهر أبريل أو للمرضى أو الحوامل. وهناك تفسيرات حديثة لليهودية توجب على الحاخام أو المعلم أو رجل الأمن أو المسؤولين من أصحاب القرارات، عدم الصوم كي لا يتأثر أداؤهم لواجباتهم.

أما الصوم لدى المسيحيين، فهو كباقي الديانات التي سبقتها، وهو للتقرب إلى الله طلبا للمغفرة وتحقيق الأماني، وعادة ما تجتمع الصلاة مع الصيام لمن يلتزمون به، وحسب سِفر دانيال: "يصوم المسيحي محبة في الله ورغبة في التقرب منه والتذلل منه وطاعة له".

لم يحدد الإنجيل أوقاتا أو شهورا ثابتة للصيام، بل تقوم كل طائفة أو كنيسة بتحديد موعد الصوم لأتباعها. ولا توجد طريقة أو أوقات محددة للصوم يتبعها المسيحيون في مختلف أنحاء العالم، بل هناك اختلافات بين الطوائف المسيحية، ففيما تصوم بعض الطوائف قبل عيد الرسل، لا تلتزم غيرها بالصوم في مناسبات كهذه، لكنها جميعا تصوم سته أسابيع قبيل القيامة بما يعرف بـ«الصيام الكبير".

تعتبر الكنيسة الكاثوليكية أكثر الكنائس إقبالا على الصيام، أما الكنيسة الإنجيلية فالصوم لديها أشبه بصوم المسلمين، إذ يكون بالانقطاع عن الماء والطعام والجنس، بينما يستمر الصوم عند الكنائس المشرقية مدة 55 يوما، (أسبوع الاستعداد والأربعون يوما المقدسة وأسبوع الآلام)، وتعد الكنيسة البروتستانتية أكثرها تساهلا في الصيام، إذ تعتبره حرية شخصية، وتحدد كل كنسية حسب تقاليد موعد الصوم قبل عيد الفصح بأربعين يوما.

للصوم عند المسيحيين غايات عدة، أبرزها التوبة والرجوع إلى الله طلبا للمغفرة والرحمة، ولتجاوز مصاعب وظروف الحياة التي يمر بها الإنسان. يصوم المسيحيون بالامتناع عن تناول الطعام لمدة أثنتي عشر ساعة في اليوم على الأقل، وتبدأ عادة مع بداية اليوم وحتى انقضاء المدة، وهذه ليست قاعدة، إذ يوجد مسيحيون يصومون وقتا أطول.