المائدة الرمضانية بسكيكدة

"الشوربة.. البوراك وطاجين الحلو" أسياد مائدة الإفطار

"الشوربة.. البوراك وطاجين الحلو" أسياد مائدة الإفطار
  • القراءات: 635
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

يكتسي شهر رمضان عند العائلة السكيكدية أهمية كبيرة، إذ لا تزال العديد منها متمسكة بعادات الآباء والأجداد، لاسيما فيما يخص الأطباق التي تحضر طيلة هذا الشهر المميز، وتتفنن الأسر السكيكدية، التي تحول المطبخ إلى خلية نحل، عند إعداد المائدة الرمضانية بما لذ وطاب من الأطباق المتنوعة، التي تمتزج بين ما هو عصري وتقليدي، تماشيا مع العصر، حتى وإن كانت الأطباق التقليدية الشعبية سيدة الموائد الرمضانية عند غالبيتها. يعد أول يوم من رمضان، مميزا لدى العائلة السكيكدية التي تعمل على أن تكون مائدة إفطار أول يوم من الصيام مميزة، مما يعطي لذلك اليوم نكهة خاصة لا تنسى.

فيما يخص عادة السكيكديين في إعداد مائدة الإفطار خلال اليوم الأول من شهر الصيام، فإن القاسم المشترك بينها، أن تتضمن مائدة الإفطار على أطباق متنوعة تتسيدها الشوربة المحضرة بـ"الفريك" المرفق بـ"البوراك"، الذي يعتبر مكملا للشوربة المزينة بلحم الخروف، يليه الطبق الثاني حسب كل عائلة، وهو أيضا تقليدي بامتياز سواء "ثريدة"، أو الكسكسي أو "الشخشوخة" المزينة بالخضروات ولحم الخروف أو الدجاج، ليكون "طاجين الحلو" أو كما يعرف عند عامة الناس بـ"طاجين العين"، المشكل من قطع من لحم الخروف، العنب المجفف، المشمش اليابس، البرقوق، قطع من التفاح، اللوز المقشر والمحمص والمنكه بالقرفة، خاتمة المائدة السكيكدية، وهو الطبق الذي تستقبل به كل الأسر الشهر الكريم، بطبق حلو حتى يكون الشهر حلوا على الجميع.

كما يقوم السكيكديون بإعداد "البيتزا" في البيت، أو اقتنائها من المحلات المتخصصة في صناعتها، إلى جانب حضور "الكسرة" أو "الرخسيس"، كما يسميه بعض سكان المناطق الغربية من الولاية، وهي كسرة مصنوعة بزيت الزيتون، وأيضا خبز الدار سواء مصنوع في البيوت أو يتم اقتناؤه من المخابز، كما تتزين المائدة ببعض الحلويات التي تقوم النساء بصناعتها كـ"قلب اللوز"، فيما يقوم البعض باقتنائه من المحلات المختصصة، بالإضافة إلى الزلابية، على أن يكون كسر الصيام بتناول التمر مع كوب من اللبن، وتتزين المائدة أيضا ببعض المشروبات الغازية وبعض العصائر، إضافة إلى الفواكه الموسمية. ليبقى "المسفوف" الطبق الرئيسي الذي يزين مائدة السحور، عند جل العائلات السكيكدية، فيما تكتفي الأخرى بتناول ما تبقى من أطباق الإفطار، أو بكأس حليب مرفوق  بـ"البريوش". وأجمل ما يميز أول يوم من الصيام؛ اللمة العائلية التي تلتف حول مائدة الإفطار في أجواء عائلية جد مميزة.