المجاهدات والشهيدات صانعات الحرية

الشهيدة فضيلة سعدان..شعور فياض بالروح الوطنية

الشهيدة فضيلة سعدان..شعور فياض بالروح الوطنية
  • القراءات: 3355
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

قال المؤرخ محمد غرتيل بخصوص الشهيدة فضيلة سعدان، إنها وُلدت يوم 10 أفريل 1938 في مدينة قصر البخاري بولاية المدية. وترعرعت وسط عائلة محافظة ومتدينة، حيث كان والدها معلّما بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. بعد سنتين من ميلادها توفي أبوها، فانتقلت مع عائلتها إلى الحروش بمدينة سكيكدة، حيث أتمت تعليمها الابتدائي والإعدادي بنجاح، ثم انتقلت للدراسة في الثانوية بقسنطينة.

أبدت فضيلة سعدان اهتماما مبكرا بالجانب السياسي. ونظرا لشعورها الفياض بالروح الوطنية، شاركت مشاركة فعالة في التهيئة والإعداد لإضراب الطلبة الذي دعت إليه جبهة التحرير الوطني سنة 1956، حيث قامت بالإعداد لهذا الإضراب في الثانوية التي كانت تدرس بها (ثانوية الحرية حاليا بمدينة قسنطينة). وقد اتُّهمت على إثر ذلك، بأنها المفكر والمحرض على الإضراب في ثانويتها، فاعتُقلت، وأُودعت سجن الكدية الذي قضت به ما بين 6 و8 أشهر. وقد تكفلت جبهة التحرير بالدفاع عنها. وتمكن المحامي من أخذ إذن لها من أجل الحصول على الكتب اللازمة لمتابعتها دراستها.

وبعد خروجها من السجن وبأمر من والدتها، سافرت إلى فرنسا سنة 1957 لإتمام دراستها عند أقربائها هناك، وحينها  شاركت في توعية العمال من أجل القضية الجزائرية.

وقد تحصلت على شهادة البكالوريا بجدارة، إذ كانت الأولى على مستوى دائرتها، الأمر الذي دفع الصحافة الفرنسية للحديث عنها.

في 13 ماي 1958 ألقت السلطات الاستعمارية القبض على أختها مريم سعدان، التي كانت تشتغل كممرضة مع عدد من رفقائها في النضال، ثم أخلي سبيلها. وبعد مدة قصيرة أعيد اعتقالها، فاستشهدت في 22 جوان 1958 بعدما تعرضت لأقصى أنواع التعذيب من قوات الاستعمار الفرنسي. ولما علمت فضيلة باستشهاد شقيقتها عادت إلى أرض الوطن، والتحقت، نهائيا، بصفوف جيش التحرير الوطني، فكان دورها النضالي فعالا، مما أهّلها للقيام بمهمة الاتصال بالمجاهدين في قسنطينة وخارجها، والعديد من الأعمال الفدائية.

في الأسبوع الثاني من شهر جوان 1960، ونتيجة وشاية، تمكن العدو من تحديد أماكن بعض الفدائيين، والقضاء على المجموعة الأولى في باب القنطرة بمدينة قسنطينة، ثم في 17  جوان 1960 حوصرت فضيلة سعدان مع مجموعتها في مكان يسمى الرصيف بقسنطينة. وإثر اشتباك بطولي عجزت فيه القوات الاستعمارية الفرنسية في القضاء عليهم، اضطرت لنسف المنزل الذي كانوا فيه، لتسقط فضيلة سعدان شهيدة مع كل مجموعتها.