أزواج النبي أمهات المؤمنين

السيدة زينب..المحسنة أمُّ المساكين

السيدة زينب..المحسنة أمُّ المساكين
  • القراءات: 731
  أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يقول الأستاذ بشير إبراهيم، الباحث في طور الشريعة والقانون بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، عن أم المؤمنين زينب بنت خزيمة الهلالية رضي اللَه عنها: "تزوجها النبي، صلى الله عليه وسلم، في رمضان على رأس واحد وثلاثين شهرا من الهجرة، وكانت تلقَّب بأم المساكين لشدة كرمها وصدقتها، ولم تمكث عند رسول الله سوى بضعة أشهر".

سمعت السيدة زينب عن خصال رسول الله من صدق وأمانة وحكمة قبل البعثة، وكان من صفاتها قبل الإسلام العطف والرحمة. لُقبت وعُرفت في مكة بأم المساكين، فما إن عرفت ما جاء به دين الإسلام من قيم سمحة وإحسان وإكرام للإنسان، حتى كانت من أوائل المسلمات، فقد وافق الدين الحنيف فطرتها ورحمتها وإحسانها. تحملت الألم والعذاب مع المسلمين. توفي زوجها في غزوة بدر. زواجها من الحبيب محمد كان من أبواب الرحمة، وجبر الخاطر، وتكريم أرامل الشهداء، فقد تَقدّم النبي - صلى الله عليه وسلم - لخطبتها بعد فقد زوجها إكراما لها ولزوجها، وجبراً لخاطرها، ومكافأة لها على صلاحها وتقواها. كانت في التاسعة والعشرين من العمر، خطبها المصطفى من نفسها، فجعلت أمرها إليه، فتزوجها وأصدقها أربعمائة درهم. وتولّى زواجها قبيصة بن عمرو الهلالي. وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة، بعد زواجه بحفصة رضي الله عنها، وقبل زواجه بميمونة بنت الحارث.

عُرفت أم المؤمنين زينب، بشدة السخاء، حتى أخذت لقب أم المساكين، إذ سكنت محبتها في قلوب الضعفاء والمساكين. كانت كثيرة البر والإحسان، مجبولة على الخير يسري في دمها، كما يقال. تحب الفقراء والمعوزين، أعطت نموذجا رائعا في الإحسان، فقد كانت ترجو رضا الله ونعيم الجنة المستدام. كانت تتفقد الفقراء والأيتام والأرامل. كما أدت، رضي الله عنها، دورا بارزا مع نساء المسلمين في موقعة بدر، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم. لم تلبث السيدة زينب طويلا في بيت المصطفى، حيث أصابها المرض وهي في الثلاثين من عمرها، فماتت. صلّى عليها النبي صلى الله عليه وسلم. ودُفنت بالبقيع، وبذلك تكون ثاني زوجاته لحاقا بربها بعد خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين.

الغد بحول المولى، يكون لنا موعد مع أم سلمة هند بنت أبي أميّة القرشية رضي اللَه عنها.