أزواج النبي أمهات المؤمنين

السيدة أم حبيبة رضي الله عنها.. حافظة دينها

السيدة أم حبيبة رضي الله عنها.. حافظة دينها
  • القراءات: 1061
  أحلام محي الدين  أحلام محي الدين

يقول الأستاذ بشير إبراهيم، الباحث في الشريعة والقانون بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، عن أم المؤمنين، أم حبيبة بنت أبي سفيان القرشية رضي الله عنهما: "وهي التي شرّفت فراش رسول الله، ولم ترض بأن يجلس عليه أبوها وهو حينئذ غير مسلم. روى أبو داود عن عروة عن أم حبيبة رضي الله عنها، أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش، فمات بأرض الحبشة، فزوّجها النجاشي النبي صلى الله عليه وسلم، وأمهرها عنه أربعة آلاف، وبعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل ابن حسنة".

هي أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان القرشية. أسلمت السيدة أم حبيبة، ثم تزوجت بعبيد الله بن حبيش، ثم هاجرت معه مع مَن هاجر إلى الحبشة فرارا من بطش قريش، حتى لا تُفتن في دينها، إلا أن زوجها توفي عنها وهي في الحبشة، فبقيت بلا معيل، وخشيت إن هي رجعت إلى مكة وأبيها، أن تُفتن في دينها، فهو مازال يومها على الشرك، وإن تهاجر إلى المدينة لا تجد من يتولى أمرها، فلما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمرها، أرسل إلى النجاشي ليخطبها له، فخطبها له، وأصدقها أربعمئة دينار، وأرسل بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مع شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه، وكان ذلك في السنة السابعة من الهجرة، وعمرها يومئذ سبعا وثلاثين عاما. ولما سمع أبوسفيان بذلك، رضي به، وكان في ذلك الزواج تأليف لقلب أبي سفيان.

كان لأم حبيبة موقف شهير لها يبين مكانة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندها حتى في أبسط الأمور، حيث زارها والدها أبوسفيان ذات مرة في المدينة وكان لايزال مشركا آنذاك، فجلس على فراش رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسحبته من تحته، فقال لها: "يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني؟" فأجابته: "بل هو فراش رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنت امرؤ مشرك". وقد روت أم حبيبة 65 حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكرت أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، موقفا مميزا بينهما، قالت: "دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: "قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك"، فقلت غفر الله لك ذلك كله، وتجاوز، وحلّلك من ذلك"، فقالت: "سررتني سرك الله"، وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك".

توفيت أم حبيبة سنة 44 للهجرية، ودُفنت في البقيع مع بقية أمهات المؤمنين.

الغد، بحول المولى تعالى، لنا موعد مع السيدة صفية.