هو شفاء وغذاء وزينة موائد رمضان

الزيتون.. أنواع وأذواق وألوان تأسر الصائمين

الزيتون.. أنواع وأذواق وألوان تأسر الصائمين
  • القراءات: 1018
 رضوان. ق رضوان. ق

يعد منتوج الزيتون بمختلف أنواعه وألوانه، من المنتجات الشهية التي تبقى محل طلب من طرف المواطنين خلال رمضان، وحتى خلال أيام السنة الأخرى، حيث يزداد الطلب على أنواع محددة في الشهر الفضيل، لتزيين الموائد، وصنع ديكورات من ألوان مختلفة لمنتوج الزيتون المتوفر بقوة عبر الأسواق، وبمنتجات جديدة، تنزل سنويا للسوق ولم تكن مجود ومعروضة من قبل.

تشهد معظم الأسواق الشعبية بولاية وهران، على غرار كامل الأسواق عبر الوطن، تهافت المواطنين على اقتناء مادة الزيتون بمختلف أنواعها وأشكالها وأذواقها، والتي تبقى رمزا من رموز تزيين مائدة الجزائريين، خاصة في ولاية وهران، المعروفة بعدة أنواع من منتوج الزيتون، وللوقوف على قصة "الوهرانة"، كما يحلو للسكان تسمية أنفسهم، قامت "المساء" بزيارة سوق "لاباستي" الشعبي، والوقوف على الإقبال الكبير على اقتناء منتوج الزيتون، وقد رافقنا السيد قديرو، أحد الباعة المعروفين ببيع مادة الزيتون في السوق، لأكثر من عقد من الزمن، حيث يوضح التاجر أن ظاهرة بيع منتوج الزيتون عرفت تطورا بانتشار عدة باعة وتجار مختصين في المنتوج، خاصة بسوق "لاباستي"، الذي أصبح يضم عددا كبيرا منهم، بعد أن كانوا يعدون على أصابع اليد سابقا، بفضل الطلب المتزايد على اقتناء الزيتون من طرف المواطنين طيلة أيام السنة، وخلال المناسبات، على غرار شهر رمضان الذي يشهد إقبالا كبيرا.

ذكر قديرو لـ"المساء"، بأن منتوج الزيتون خلال سنوات مضت، كان يستورد من عدة دول، كإسبانيا وتونس وحتى مصر، غير أنه وبفضل عودة المنتوج الوطني، أصبح التجار اليوم يتزودون بالمنتوج المحلي القادم من منطقة سيق بولاية معسكر، التي أصبحت أول ممون للتجار بمختلف أنواع هذا المنتوج، لما تتوفر عليه من مصانع ووحدات تحويل وتوضيب، وهي كميات كبيرة تجلب من بعض المناطق نحو منطقة سيق، وتباع للتجار.

لقد ازدهرت تجارة الزيتون بدخول بعض الأنواع التي لم تكن معروفة سابقا، حيث كان يعرف الزيتون بأنواع محددة، على غرار الزيتون الأسود للسلاطة والأخضر للأكلات الساخنة، وبعض أنواع الزيتون الممزوج بالزعتر والفلف الحار، وكذا الزيتون المثمر والزيتون البنفسجي والزيتون كبير الحجم باللون الأسود، وبفضل تطور استخدام بعض المواد الحافظة، ظهرت أنواع أخرى من الزيتون، كزيتون الباربا وزيتون الزعتر وزيتون التوابل وزيتون المكسرات، وغيره من أنواع الزيتون الممزوجة مع مواد غذائية أخرى، لتعطي نكهة مميزة، تدفع الزبائن فضولا إلى شرائها، للتذوق أو التعود على استهلاكها، بالنظر إلى تنوع مكونات الخلطات التي تضم في الأساس، الزيتون مع مواد غذائية أخرى، تكون في الغالب من البهارات والفلفل والخضر الأخرى المخللة أو الحارة، ومنها ما يتم طهيها لتعطي مذاقا مميزا يفتح الشهية..

يؤكد قديرو بأن طريقة تحضير هذه الأنواع من الزيتون، كانت معروفة منذ القدم لدى العائلات التي تقوم بـ"تدبيل" منتوج الزيتون الأصفر، بعد جنيه من الأشجار، ويتم وضعه في إناء، يضاف له منتوج غذائي آخر، كالزعتر أو زيت الزيتون أو التوابل، ليتم تحضيره ويكون بذلك زيتونا بطعم المادة الغذائية التي كانت تضاف إليه، ولم تكن هذه العملية منتشرة بكثرة، إذ كانت حكرا على العائلات التي لها مهنة جمع وترقيد الزيتون، غير أنه وبفضل التطور الصناعي، أصبحت العملية تتم اليوم عن طريق آلات داخل المصانع. فيما أشار المتحدث، إلى أن جل هذه الأنواع تستخدم فيها مادة البوتاس، وهي مادة خطيرة في حالة استخدامها بإفراط وبشكل غير مدروس.

بخصوص الأسعار، أكد التاجر بأنها عرفت زيادات طفيفة، تتراوح بين 380 دج و500 دج للكيلوغرام، حسب النوع والإضافات، إذ تضاف عند شراء الزيتون مادتي الفلفل الحار والكورنيشون المستورد من الخارج، وهو ما يرفع من السعر، كما أن أسعار الزيتون الأخرى بلا نواة أغلى من الزيتون بالنواة، وهو أمر منطقي. من جانبهم، كشف عدد من المتسوقين ممن صادفناهم في السوق، بأن الإقبال الكبير على اقتناء مادة الزيتون، تبقى من العادات الراسخة لدى سكان مدينة وهران والمنطقة ككل، ومنتوج الزيتون يستخدم لتزيين أطباق السلطة، وفي بعض أنواع المأكولات الساخنة، على غرار طاجين الزيتون المعروف في منطقة وهران، إلى جانب استخدام الزيتون في صناعة بعض أنواع المملحات التي تقدم على مائدة رمضان، في حين يؤكد هؤلاء، بأن ظهور بعض الأنواع الجديدة بألوانها المختلفة، أضافت نكهة وديكورا لموائد رمضان.