أجواء رمضان في ولايات الهضاب

الحناء والطيب... "الشوربة" و"المطلوع" لإكرام الأهل والضيف

الحناء والطيب... "الشوربة" و"المطلوع" لإكرام الأهل والضيف
  • القراءات: 582
أسيا عوفي أسيا عوفي

تتميز أجواء التحضير لشهر رمضان المعظم بولايات سطيف وميلة وبرج بوعريريج، بعادات خاصة، حيث تستقبل المرأة الشرقية في هذه الولايات شهر رمضان الكريم، بالحناء والبخور والطيب الذي تبدأ بوضعه منذ دخول شهر شعبان، حفاظا على عادة قديمة يتمسك بها أهل الهضاب عموما، فالحناء للحنان ورقة القلوب، والطيب والبخور ندي الرائحة لأيام سعيدة. كما تميز هذه العادات أيضا، تنقلات النسوة بين الأسواق لشراء المستلزمات الواجبة لهذا الشهر، مع الحرص على تحضير أشهى الأطباق لإكرام أهاليهم والضيوف.

"الشوربة" و"طاجين الحلو" و"المطلوع" لا تفارق المائدة

إن أول شيء يتميز به سكان عواصم الهضاب "ميلاف" و«البيبان"، في تحضير وجبة الفطور، وهو الطبق الأساسي الذي لا يغيب عن مائدة رمضان طوال الشهر؛ الشوربة، في حين أن البعض ينوع بين الشوربة ومرق الزيتون، بالإضافة إلى أطباق أخرى متنوعة تتفنن في إعدادها النساء، إلى جانب اللحم الحلو أو ما يعرف عند البعض بـ«طاجين الحلو"، الذي يحضر بالزبيب والبرقوق المجفف واللحم وماء الورد والقرفة، دون أن ننسى "البوراك"، ولا تكاد مائدة من موائد هذه الولايات تخلو من كسرة "المطلوع"، بحيث تلتزم النساء بتحضيره بصفة يومية في المنازل، ويتحدين حرارة الطقس التي تميز بعض المناطق، فالنكهة التي تصاحب "المطلوع" رفقة طبق "الحميس" الحار لا تضاهيها نكهة أخرى، كما لا تخلو المائدات من بعض الحلويات التي تصنعها السيدات في رمضان، من جهة، أو الحلويات الموسمية التي تباع في المحلات، مثل "الزلابية" و«قلب اللوز" و«البقلاوة" وغيرها، وتلتم العائلة على المائدة في فطور رمضاني جميل، كما يقوم بعض أفراد العائلات بدعوة أفراد عائلة أخرى للإفطار، وهكذا دواليك، في حين أن بعض الأصدقاء يقومون بالإفطار كل يوم عند صديق إلى نهاية الشهر الفضيل، ولا تخلو البيوت في هذا الشهر من القيام بشعائر الصيام كاملة، حيث تمتلئ المساجد قبل حلول الشهر الكريم بالمصلين، وفي ليلة القدر، تقيم أغلب المساجد مسابقات لحفظ القرآن، إلى جانب احتفالات دينية.

هدايا لتشجيع الأطفال الذين يصومون لأول مرة

من جهتهم، أطفال هذه الولايات الذين يصومن لأول مرة، يحظون بالحفاوة والرعاية التامة، فتقدم لهم الهدايا ويشجعون على الصيام، كي يداوموا عليه، كما تقام لهم احتفالات خاصة، تشجيعا لهم على الصوم وترغيبهم في الشهر العظيم، كما يحظون بالتمييز من أجل دفعهم للمواظبة على أداء هذه الفريضة.

احتفالات خاصة بليلة القدر

أهم ما يميز هذا الشهر الفضيل؛ ليلة القدر، إذ نلاحظ في هذه الليلة امتلاء المساجد بالمصلين، الذين يؤدون الصلوات المفروضة وصلاة التراويح، وتلاوة القرآن الكريم، فتقام مسابقات لحفظ القرآن وترتيله، كما تقوم الكثير من العائلات بعمليات ختان أبنائها، في جو ملؤه البهجة والفرح والسرور، في حين أن بعض الجمعيات الخيرية والبلديات تقوم بعملية ختان جماعية لأبناء المعوزين والبر والإحساس في جو بهيج، ومع حلول الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، تشرع العائلات في التحضير لعيد الفطر المبارك، فتقتني مستلزمات تحضير الحلويات، وتشتري ألبسة العيد للأبناء، وهكذا تستقبل وتنهي عائلات الهضاب العليا شهر رمضان الكريم.