طباعة هذه الصفحة

الكشفي أنيس عيلول:

التطوّع في رمضان التزام شخصي وواجب أخلاقي

التطوّع في رمضان التزام شخصي وواجب أخلاقي
الكشفي أنيس عيلول
  • القراءات: 725
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرسم شهر رمضان صورا جميلة في التضامن والتآزر الاجتماعي، يقدّمها أشخاص يختارون التخلي عن بعض التزاماتهم في سبيل التطوّع من أجل إطعام الصائمين من الفقراء والمعوزين وعابري السبيل، وحاولت المساء أن تنقل صورة من صور التطوّع لدى فئة الشباب وأهمية العمل التطوعي في حياة الشباب ودوره في دعم المجتمع من خلال التكفّل بالفئات الهشة، فتحدّثنا إلى أنيس عيلول، قائد كشفي تحوّل العمل التطوعي لديه إلى التزام شخصي تشتد وتيرته بالشهر الفضيل.

يقول أنيس في بداية حديثه إنّه عرف معنى العمل التطوعي عندما كان في السادسة من العمر، إذ كان من الذين التحقوا مبكرا بالتنظيم الكشفي، ومن ثمة تدرّج في كلّ المراحل الكشفية كشبل كشاف فجوال ثم قائد متربص ثم قائد، وكانت رحلته مع قدماء الكشافة مليئة بتجارب ممتعة، جمعت بين التعلم والممارسة، حيث تشبّع بروح الوطنية. ورغم أنّه اليوم متحصل على شهادة ماستر في الكيمياء الصناعية، غير أنّه ظلّ وفيا لهذا التنظيم التربوي الذي علّمه معنى المشاركة ومساعدة الغير.

يصف محدثنا علاقته بالعمل التطوعي كعلاقة الشجرة مع الضوء. وحسبه، فإنّ التطوّع في الحركة الكشفية يعطي الإنسان الكثير من الثقة بالنفس وحبّ خدمة الآخرين من دون الإساءة إليهم، ويرى أنّ أكثر ما جعله يحب التطوّع أنّه لا يتمّ بطريقة عشوائية، خاصة وأنّه تربى منذ البداية على القيام به في إطار منظّم، مشيرا إلى أنّ أهم الأعمال التي تطوّع لها هذه السنة بمناسبة حلول الشهر الفضيل، تتمثل في توزيع وجبات الإفطار سواء لعابري السبيل أو مرافقي المرضى في المستشفيات، كما شارك في جمع وتوزيع قفة رمضان، ناهيك عن توزيع وجبات السحور في المحطات البرية، بمختلف ربوع الوطن للمسافرين وفق برنامج مسطّر تشترك فيه مختلف فعاليات المجتمع. ويضيف رغم صعوبة العمل التطوعي في رمضان لكونه يبعد المتطوع عن العائلة ويجعله يبذل مجهودا كبيرا في سبيل تمكين المحتاجين من الظفر بوجبة إفطار في موعدها، غير أنّ استشعار الأجر ينسي المتطوّع كلّ تعبه، خاصة في الشهر الفضيل، حيث تتضاعف الحسنات، ويردف أنّ التطوع في رمضان يعلّم معنى الثقة في النفس وحب الآخر والتخلّص من الأنانية وحب الذات والتحلي بالكثير من الإنسانية والشعور بالمسؤولية.

وعن تقييمه للعمل التطوعي في الجزائر بحكم تجربته الطويلة، أشار محدثنا إلى أنّه ليس على ما يرام من حيث النوعية، لأنه يركّز على الكم وليس النوعية، ما جعل إقبال الشباب قليلا، خاصة في وجود عدد من الانتهازيين الذين ينشطون في المجتمع المدني، أفسدوا صورة الجمعيات والتطوّع، ما جعل  الشباب يعزف عن المشاركة، مشيرا بالمناسبة إلى أنّ جمعية القدماء تفتح أبوابها واسعة أمام كلّ الراغبين في التطوّع في إطار منظّم ومهيكل.