الدكتور محمد الطاهر عيساني لـ«المساء”:

الإصابات الهضمية العلوية أكثر الأمراض شيوعا في رمضان

الإصابات الهضمية العلوية أكثر الأمراض شيوعا في رمضان
الدكتور محمد الطاهر عيساني أخصائي في تشخيص الأمراض، وعضو المجلس الوطني لأخلاقيات الطب
  • القراءات: 1355
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أكد الدكتور محمد الطاهر عيساني أخصائي في تشخيص الأمراض، وعضو المجلس الوطني لأخلاقيات الطب، أن الإصابات الاستعجالية في هذا الشهر الفضيل خاصة فيما يتعلق بالإفطار، تتمثل خاصة في الاصابات الهضمية العلوية الحادة لاسيما من المغص المعدي أو الالتهابات المعدية الحادة أو حالات النزيف المعدي نتيجة لقرحة المعدة، ثم حالات الاجترار المؤلمة التي تأتي على شكل متلازمة هضمية فيها التقيؤ الملح.

هذه إشكالات مرضية تأتي حسب المتحدث، نتيجة لعدم الأخذ بعين الاعتبار للقواعد الأساسية في الوقاية ومنها خاصة التغذية السيئة أثناء رمضان من جهة، ومن جهة أخرى رداءة الوجبة الغذائية أثناء الإفطار، ناهيك عن شق الصيام باللبن والإفراط منه، إلى جانب الإفراط في المواد الدهنية أو الأطباق الحلوة مع الاستهلاك الزائد للبهارات الحارة، والإفراط فيها وكذا استعمال المصبرات كالطماطم المركزة، ناهيك عن الإدمان على المشروبات الغازية والمنشطات التي من شأنها إزعاج الطبقة المخاطية للمعدة التي تحتقن، وقد تتقرح بصورة خفيفة على مستوى السطح.

ويرى الدكتور عيساني، أن حالات النزيف الحادة التي تتوالى على الاستعجالات الطبية قبيل الإفطار يعود سببها الأولي إلى قرحة معدة في شكله المزمن، خاصة لدى المصابين بهذا المرض شهورا قبل الصيام والذين لم تصل إصابتهم إلى الالتئام، والذين هم في الحقيقة ممنوعون من الصيام نتيجة لتطور القرحة أثناء فترة الصيام، التي قد تصل إلى حد ثقب جدار المعدة مع تسرب الإفرازات المعدية الحامضة إلى المعدة، حيث تخلق حالة استعجالية جراحية تتميز أعراضها بآلام حادة مفاجئة تشبه إلى حد بعيد آلام طعنة خنجر افتراضي مع تصلب وتخشب للبطن والتهاب حاد للصفاق.

وفيما يخص الحوادث المرورية التي تقع في رمضان، فيرى الأخصائي أنّه ومن بين العوامل المساعدة على حدوثها خاصة في هذا الشهر الكريم هو غياب التركيز عند السياقة، واستعمال الهاتف الخلوي وحتى الأكل أو الشرب أثناء السياقة، مضيفا بأنّ القاعدة الوقائية المعروفة تتطلب إبعاد كل ما من شأنه أن يساهم في الإلهاء أو التعب والإجهاد عند السياقة، حيث تؤكد كل الدراسات ـ كما أضاف ـ بأنهما مسؤولان عن وقوع حوادث المرور بنسبة 20 بالمائة وجلها قاتلة، ناهيك عن تبعاتها الجسمية وما ينجر عنها عن تعقيدات حركية غير قابلة للاسترجاع، مشيرا إلى أن التعب والإجهاد هما ظاهرتان تفيدان بعدم تأقلم الجسم وتكامله الوظيفي جرّاء احتياجه الملح للراحة، ما يقلل من القدرات الذهنية على التركيز من جهة، مع خلل في القرارات الفجائية والاستعجالية التي يتوجب علينا البت فيها حيث تكون خياراتنا مهتزة وفيها كثير من التردد، ناهيك عن حالات ردود الفعل العصبي التي تأتي متأخرة وثقيلة، مضيفا بأنّ هنالك مؤشرات القيام بحادث مرور إذا امتدت حالة اليقظة إلى 17 ساعة، حيث نقارن وضعية اليقظة التي تمتد إلى غاية 19 ساعة من اليقظة الفعلية مع حالة التردي للوعي للأشخاص الذين يستهلكون الكحول بنسبة 50ملغ/100مل، قلة النوم في الأيام السابقة مع عسر النوم والأرق مع استهلاك المهدئات، ليشير إلى أنّ البدانة والسمنة وما يسمى بمتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم يشكلان عاملا خطر في حصول حوادث المرور.