ارتفاع عدد المحروقين في الأيام الأولى من رمضان

ارتفاع عدد المحروقين في الأيام الأولى من رمضان
  • القراءات: 2527
شيدة بلال شيدة بلال

استقبلت مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الحروق بالعاصمة «كلودين وبيار شولي»، خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، من 6 إلى 8 حالات يوميا، من فئة البالغين والأطفال، حسب الياس الصغير، منسق النشاطات شبه الطبية الذي أكد في حديث خاص لـ«المساء»، أن الإحصائيات المسجلة خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل تشير إلى وجود ارتفاع ملموس في عدد المحروقين مقارنة مع رمضان المنصرم، مما يعني أن الوعي بخطورة الحروق المنزلية لا يزال ضعيفا في مجتمعنا.

يتحول المطبخ في الشهر الفضيل إلى مصدر حقيقي للخطر، حيث تشير أغلب الإحصائيات المسجلة إلى أن مختلف حوادث الحروق التي تقع راجعة إلى تواجد الأطفال في المطبخ بالدرجة الأولى، أو تواجدهم بعين المكان لحظة تجهيز الأطباق التي يفترض أن تقدم ساخنة، وحسب الياس، فإن الحوادث التي تم تسجيلها هذه السنة مرجعها التعرض للحروق نتيجة انسكاب الشوربة الساخنة على الأطفال أو الزيت المستخدم في قلي البوراك، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في وقوع الحوادث ـ حسب الحالات ـ تمثل في سعي ربات البيوت إلى تكريس بعض العادات التي تتطلب أن يقدم البوراك أو الشوربة أو البطاطا المقلية ساخنة على المائدة، مما يعني الإسراع في تجهيزها قبل ثوان من حلول آذان المغرب، ومع حالة التعب والإرهاق نتيجة انخفاض معدل السكر في الدم تقع الحوادث التي تكون عواقبها وخيمة، بالنظر إلى التشوهات المستديمة التي تتسبب فيها.

وحول ما إذا كانت حالات الضحايا الذين جرى استقبالهم خطيرة، أكد المنسق أنها تباينت بين حروق بسيطة وأخرى من الدرجة الثالثة تطلبت الاستشفاء، في انتظار زراعة الجلد لترميم الأعضاء المتضررة، موضحا أن أكثر الأعضاء تضررا هي الوجه، في المقابل فإن التبريرات التي تسارع ربات البيوت إلى تقديمها تتمثل في  الغفلة وعدم الانتباه والشعور بالتعب، مما يجعل ردة الفعل بطيئة، غير أن هذا ـ حسب محدثنا ـ لا يبرر الحوادث التي تقع لأن مرجعها الإهمال.

من بين النقاط التي رغب الياس لفت الانتباه إليها، والتي تعتبر أيضا من الأسباب المحفزة على وقوع الحوادث؛ اتجاه ربات البيوت إلى تعليم بناتهن الطبخ، غير أنهن يهملن احتياطات السلامة، حيث قال: «لا مانع من تعليم البنات الطبخ، لكن قبل هذا لابد من أخذ  الاحتياطات اللازمة، لأن المطبخ لا يعتبر مصدرا لوقوع الحروق فقط، وإنما يحوي على مخاطر أخرى تتسبب فيها المواد الكيماوية، بالتالي لابد قبل تعليمهن الطبخ تزويدهن بقواعد السلامة التي تجنبهن  الوقوع ضحايا».

يعتبر شهر رمضان، حسب محدثنا، موعدا يتأهب فيه العاملون ككل سنة في المصلحة لاستقبال كل أنواع الحروق، بالتالي عوض أن يكون موعدا للفرح يتحول إلى موعد  للألم، خاصة أن العاملين في المصلحة يقفون أمام المعاناة الكبيرة للأطفال الذين يكونون في وضعية حرجة، وللأولياء الذين يمضون باقي أيام رمضان بالمصلحة لمرافقة أبنائهم، من أجل هذا يقول «نناشد ربات البيوت توخي الحيطة والحذر وإبعاد الأطفال ما أمكن عن المطبخ»، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يرتفع عدد الضحايا مع الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل،  حيث يجري التحضير لحلوى العيد التي هي الأخرى تشهد وقوع الكثير من الحوادث، خاصة أننا سنكون في الأيام الأخيرة من رمضان، حيث ينال التعب من ربات البيوت وتصبح معدلات اليقظة في أدني مستوياتها.