طباعة هذه الصفحة

باعتباره تجربة جديدة لحديثي الزواج

أول رمضان تحد للعلاقة الزوجية؟

أول رمضان تحد للعلاقة الزوجية؟
  • القراءات: 1329
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

يواجه الزوجان خلال الفترة الأولى من الزواج العديد من العقبات والتحديات التي يتجاوزها الكثيرون بصعوبة إلا أن هناك ممن يفشل فيها تماما، إما لأسباب شخصية ترتبط بعلاقتهما وإما لأسباب تتعلق بضغوط الحياة بشكل عام. ويعد أول رمضان للمتزوجين حديثا إحدى تلك التحديات خصوصا وأنها تعتبر مرحلة جد حساسة، إذ تضع المرأة في تجربة "الطبخ" من جهة، في حين تخلق أجواء الصيام نوعا من "النرفزة" والقلق بالنسبة للزوج، فهل يتمكن من تجاوز تلك المرحلة بأقل الأضرار؟ هذا كان تساؤلنا الذي حملناه لبعض المواطنين وحاولنا فهم المسألة من أخصائيين ومعرفة ترددات نجاح أو فشل العلاقة التي قد تتسبّب أحيانا في نهاية العلاقة لأسباب قد يراها البعض تافهة.

بداية، حملنا تجارب بعض الأزواج حديثي العهد، لم يتعد زواجهم السنة أو السنة والنصف، ومروا بأوّل تجربة رمضانية، وكانت نتيجة غالبية من حدثناهم إيجابية، في هذا الصدد قال رضوان 33 سنة، إن أول سنة زواج دائما ما يعتبرها الكثيرون حلما لحياة مثالية مع شريك الحياة، إلا أن حقيقة الأمر ليست عكس ذلك وإنما فقط قد تتخللها بعض المناوشات البسيطة، وهذا بسبب اكتشاف كل طرف صفات الطرف الآخر التي كانت مستورة، لكن هذا لا ينفي حلاوة تلك التجارب، مشيرا إلى أنّ أول رمضان لا يشهد ضغطا كبيرا بين الزوجين، وإنما تعمل المرأة جاهدة كي تثبت وجودها من خلال الأطباق التي تحضرها، ويلبس الرجل ثوب الرومنسي الذي يساعد زوجته في المطبخ ويقدم لها جملة من الإطراءات حتى وإن لم يعجبه الأكل، كما يحاول إخفاء قلقه قدر المستطاع لاسيما المدخن أو المدمن على القهوة الذي يجد صعوبة كبيرة في الاحتكاك مع المجتمع طيلة يوم صيامه.

من جهتها، قالت إيمان (متزوجة منذ أربع سنوات) إن الزواج مسؤولية كبيرة، وتجاوز أول مرحلة هي الأصعب لاسيما الثلاث سنوات الأولى وليس السنة الأولى فقط كما يعتقده الكثيرون، لأن السنة الأولى حتى وإن كان فيها بعض المشاكل إلا أنّ الغالبية يتعامل معها بحكمة ويحاول إنجاح الزواج، فهناك نوع من الحشمة والحياء والاحترام، ولا يعبّر الطرفان بعفوية عن أحاسيسهما وتجد كل طرف يعيش نوعا من الضغط حتى وإن كان غير مرتاح، فلا يعبر مثلا عن أمر لم يعجبه وما إلى ذلك، لكن في مرحلة ثانية تسقط تلك الجدران تدريجيا، لاسيما إذ شعر طرف منهما بضغط كبير بسبب تصرفات الطرف الثاني التي تكون غير مقبولة وتسيء لشريك الحياة، هنا تبدأ المرحلة الأصعب التي تخضع الطرفين إلى درجة التحمل والقدرة على التعامل مع تلك المشاكل وتجاوزها، حيث قالت "إنّ رمضان من أكثر التجارب التي تخضع قوة علاقتهما إلى التجربة، لأنّ في هذا الشهر من السنة، تثبت فيه المرأة جدارتها وشطارتها في المطبخ، فالرجل بطبعه ككلّ إنسان تجده عاشقا للأكل والمرأة لها دور في تحضير الأطباق فنجاح تجربتها يعتبر نقطة إضافية لها وفشلها عكس ذلك، لكن هذا لا يظهر إلا بعد السنة الأولى من الزواج".

على صعيد ثان، أشار سمير إلى أنّ المشاكل قد تبدأ منذ أوّل رمضان، فحقيقة هذا الشهر يخضع الطرفين للتجربة، لأنّ الضغط يكون على الطرفين، من جهة الزوجة التي اعتادت مساندة أمها التي غالبا ما تتكفّل بمهمة الطبخ، فهناك من الفتيات لا يفقهن شيئا في أصول الطبخ، ومن جهة أخرى اعتاد الزوج على طبخ أمه، لاسيما إذا كان طبخها مميّزا، وهنا يجد الرجل نفسه تلقائيا، يقارن بين الطبخين، ويلقي أحيانا بعض التعاليق التي لا تتقبلها الزوجة، خاصة بعد يوم شاق في محاولة إرضاء الزوج.

من جهتها، قالت عبير إنّ عيش تجربة رمضان يعتبر تحديا للزوجين، من جهة يكون للمرأة مهمة الطبخ والتفنّن في المائدة، لاسيما وأن العزومات تكثر خلال هذه المناسبة، وتكون هناك دائما عزيمة لعائلة الزوج التي تخضعها إلى ضغط كبير، في حين يمر الزوج أيضا بمرحلة التغيير من طبخ أمه الذي اعتاد عليه إلى طبخ آخر لا يعرف مزاياه. وأضافت أنّ قاعدة "الوصول إلى قلب الرجل يمر عبر معدته" قاعدة حقيقية فالرجل لا يهمش هذا التفصيل لاسيما مع مرور الوقت.