أزواج النبي أمهات المؤمنين

أم سلَمة هند بنت أبي أميّة..صاحبة المشورة والعقل الراجح

أم سلَمة هند بنت أبي أميّة..صاحبة المشورة والعقل الراجح
  • القراءات: 940
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يقول الأستاذ بشير إبراهيم، الباحث في طور الشريعة والقانون بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، عن أم المؤمنين أم سلَمة هند بنت أبي أميّة القرشية، إن مسلم روى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "سمعت رسول الله يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم ائجُرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، إلا أجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرا منها". قالت: "فلما توفي أبوسلمة قلت كما أمرني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيرا منه، رسول الله ﷺ". وفي رواية: "فلما توفي أبوسلمة قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله ﷺ؟! ثم عزم الله لي فقلتها، قالت: فتزوجت رسول الله".

وقد كان زواج الرسول منها من باب الرحمة والإحسان، فقد كان الزوج لها، والكفيل لأبنائها الأربعة. كما إن هذا الزواج خلق تآلفا وتقريبا لقلوب أبناء قبيلتها بني مخزوم، وتحبب إليهم ليدخلوا في الإسلام بعد أن صاروا أصهارا للنبي. وكانت أم سلمة ذات فقه وعلم، فقد تعلمت من بيت النبوة. كما عُرفت برجاحة عقلها، وهو ما ذكره الإمام ابن حجر حول إشارتها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية، مما يدل على وفور عقلها وصواب رأيها..

وعن الواقعة، روى الإمام أحمد بسنده، أنه لما تم الصلح بين النبي - صلى الله عليه وسلم - ومشركي قريش، قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أيها الناس، انحروا واحلقوا"، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها، فما قام رجل حتى عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل على أم سلمة فقال: "يا أم سلمة، ما شأن الناس؟"، قالت: "يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنسانا، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق، فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك"، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكلم أحدا حتى أتى هديه، فنحره، ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون"، فكان رأيها ـ  رضي الله عنها ـ موفقا، ومشورتها مباركة. وبلغ ما روته من أحاديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما ذكر الذهبي، ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثا، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة عشر. وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر حديثا، منها ما تعلّق بحجاب المرأة، وستر العورة، والجنائز. توفيت أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - في ولاية يزيد بن معاوية سنة إحدى وستين للهجرة، وكانت تجاوزت الرابعة والثمانين من عمرها، فكانت آخر زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ موتا، رضي الله عنهن جميعا.

 لنا في الغد موعد، بإذن المولى تعالى، مع السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها.