المدير العام للديوان الوطني للأرصاد الجوية لـ "المساء":

وقعنا 60 اتفاقية مع القطاع الاقتصادي وعملنا موافق للمعايير الدولية

وقعنا 60 اتفاقية مع القطاع الاقتصادي وعملنا موافق للمعايير الدولية
  • القراءات: 2019
حوار: حنان حيمر حوار: حنان حيمر

كشف المدير العام للديوان الوطني للأرصاد الجوية، إبراهيم إحدادن أن الهيئة وقعت منذ 2017 على حوالي 60 اتفاقية مع القطاع الاقتصادي لتقديم خدماتها الخاصة في مجال الإعلام بأحوال الطقس. وأكد في حوار  أدلى به لـ"المساء" ـ على هامش الصالون الدولي للنقل واللوجستيك المنظم مؤخرا بالجزائر العاصمة ـ أن الديوان الذي يعمل وفقا للمعايير العالمية، يؤدي دوره كما يجب، لاسيما في الفترات التي تشهد اضطرابات جوية. وإذ توقع شتاء قاسيا هذه السنة، فإن محدثنا حذر من تداعيات الاحتباس الحراري، مشيرا إلى أنها أصبحت محسوسة ببلادنا، لاسيما في حجم تساقط الأمطار الذي سجل مستويات قياسية.

❊ المساء: يتعرض الديوان الوطني للأرصاد الجوية لانتقادات كلما حدثت كارثة ما، إذ يعاب عليه أحيانا النقص في الاتصال، هل تعتبرون أن هذه الانتقادات موضوعية؟

❊ إبراهيم إحدادن: الديوان الوطني للأرصاد الجوية مؤسسة عمومية ذات طابع تجاري واقتصادي، ويملك شهادة مطابقة إيزو 9001 منذ 2015، أي أن كل منتجاتنا تستجيب للمعايير العالمية المعمول بها في كل الدول. والنشرات الخاصة تعطى عندما يتطلب الأمر ذلك.

أعتقد أنه من السهل توجيه الانتقادات، لكن الأكيد أن الديوان يقوم بمهمته كما يجب، فنحن نملك اعتمادا من المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، ولا نتدخل فقط على مستوى الجمهور العريض، وإنما أغلب نشاطاتنا تتم مع قطاعي النقل الجوي والنقل البحري. فـ95 بالمائة من خدماتنا موجهة للنقل الجوي.

❊ ما هي حدود تدخل الديوان الوطني للأرصاد الجوية؟

دورنا أن نعلم المعنيين، في حالة تسجيل حالة جوية خطيرة، وذلك عبر وسائل الإعلام أو عبر النشرات الخاصة، هذه الأخيرة، أحيانا يقال إنها لم تصل إلى الناس أو لم يحاطوا علما بها. لكن بالنسبة لنا كلما كان هناك داع، نعلم الوصاية والهيئات المعنية، لكن بلادنا كبيرة لا يمكننا أن نرسل للجميع فاكسات لإخبارهم بأحوال الطقس، فنحن أول من نوجه إليهم المعلومات بشان أحوال الطقس، وزارة الداخلية والجماعات المحلية، الحماية المدنية ووسائل الإعلام، بعدها تقوم هذه الهيئات بنقل المعلومة، كل في الإطار الذي يعنيه.

❊ قلتم إن الجزائر بلاد كبيرة، هل لديكم الإمكانيات لتغطية كل التراب الوطني؟

الديوان لديه الإمكانيات، والمعلومات متوفرة ومفصلة في موقعنا الإلكتروني وكذا مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ذلك، طورنا تطبيقة في أندرويد تمكن من الحصول على المعلومات حول الطقس في الهاتف النقال ، بعد تحميل التطبيقة مجانا.

❊ سجلت بعض المشاكل في علاقات الديوان مع بعض وسائل الإعلام بخصوص النشرات الجوية المقدمة، هل مازال الإشكال قائما؟

علاقاتنا ممتازة مع الإعلام، والمعلومات الموجهة للجمهور العريض مجانية. لكن عندما يطلب منا تفاصيل لابد من توقيع اتفاقيات. النشرات الجوية إذن مجانية، لكن تقديم معلومات أكثر تفصيلا لصالح أي هيئة عمومية أو خاصة يتطلب دفع مقابل، وهو أمر عادي، فنحن مؤسسة تجارية واقتصادية، لابد أن تكون لدينا مداخيل. ووقعنا فعلا اتفاقيات مع بعض وسائل الإعلام مثل التلفزيون الجزائري، الذي يمكنه الحصول على المعلومات المنصوص عليها في الاتفاقية. فالعديد من الهيئات تحتاج إلى نشرات جوية خاصة، فإذا قدمناها كلها مجانا، فإننا لن نستطيع دفع مستحقات موظفينا.

❊ ماهي توقعاتكم لأحوال الطقس في فصل الشتاء المقبل؟

لدينا مبدأ نسير عليه، هو أن نفس الأجواء التي تسود فصل الصيف ستسود فصل الشتاء. من هذا المنطلق، واعتبارا لكون فصل الصيف الماضي كان حارا نوعا ما، فإنه يتوقع أن يكون فصل الشتاء المقبل قاسيا نوعا ما. وإذا لاحظتم، فإن الأمطار بدأت مبكرا هذه السنة، إذ سجلنا كميات هامة من الأمطار منذ سبتمبر وأكتوبر الماضيين، وسيتواصل تسجيل كميات هامة من الأمطار.

❊ ماهي تأثيرات الاحتباس الحراري على الجزائر، وهل تشعرون بها في الديوان؟

لا يوجد بلد في منأى عن تأثيرات الاحتباس الحراري، واليوم نحن كديوان نحس بهذه التأثيرات، فتداعياته هي الظواهر المناخية القصوى. في الصيف نشهد ارتفاعا محسوسا في حرارة الطقس، وفي الشتاء نسجل أمطارا غزيرة. بالمناسبة، نلاحظ أن الأمطار التي نشهدها حاليا ليست نفس الأمطار التي كنا نشهدها في الماضي. إذ سجلنا حجما يتراوح بين 30 و40 وإلى غاية 50 ملم في التساقطات، بينما في السابق كان من النادر جدا تسجيل مثل هذه الأرقام، فمثلا خلال الاضطرابات الأخيرة للطقس، شهدت ولاية تيزي وزو تساقط 146 ملم من الأمطار في 24 ساعة، وهو معدل شهرين من الأمطار. ويعد هذا من تداعيات التغيرات المناخية، التي ستتواصل عبر ظواهر أخرى. فتكدس غازات الكربون في الطبقات الجوية متواصل وكلما ارتفعت نسبتها، ستزداد مثل هذه الظواهر حدة، سواء من حيث الكثافة أو الوتيرة. فعوض أن نسجل ظاهرة أو ظاهرتين في الشهر على سبيل المثال، سنسجل 4 أو 5 ظواهر في الشهر.

❊ ما هو الهدف من مشاركتكم في صالون لوجستيكال؟ وما هي طبيعة علاقاتكم مع المؤسسات الاقتصادية؟

  نحن شركة تجارية واقتصادية، ومنذ 2017 يعمل الديوان على توظيف خبرته من أجل مرافقة المؤسسات الاقتصادية في اتخاذ القرار.. منذ 2017 وقعنا حوالي 60 اتفاقية مع القطاع الاقتصادي، مع مؤسسات من مختلف القطاعات كالطاقة والموارد المائية والأشغال العمومية والنقل. وهي اتفاقيات تستجيب لحاجيات كل قطاع من المعلومات المتعلقة بأحوال الطقس ذات العلاقة بنشاطه. يجب أن نعلم أن الأرصاد الجوية هي أداة تخطيط ومساعدة في اتخاذ القرار، وأداة تسمح للمؤسسات بتحضير نشاطاتها وإنجازها بكل أمان.