رئيسة مصلحة طب العمل ببومرداس د. حورية سناني لـ "المساء":

نتوقع إقبالا كبيرا للعمال على التلقيح

نتوقع إقبالا كبيرا للعمال على التلقيح
رئيسة مصلحة طب العمل ببومرداس د. حورية سناني
  • القراءات: 2598
حاورتها: حنان سالمي حاورتها: حنان سالمي

ترفع الدكتورة حورية سناني، رئيسة مصلحة طب العمل بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببومرداس، نداء إلى فئة العمال والموظفين، للتوجه نحو مختلف الهياكل الطبية لتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا “كوفيد19”؛ حيث تتوقع تسجيل ضغط كبير في الطلب على تلقي اللقاح خلال الدخول الاجتماعي المقبل، مع احتمال ارتفاع في الإصابات بالفيروس، خاصة أن دولا كثيرة تعيش موجة رابعة وحتى خامسة من تفشي هذا الفيروس، مثلما توضحه في حوار مع “المساء”، متحدثة، كذلك، عن البرنامج الخاص الموجّه لفئة العمال والموظفين في القطاعين العام والخاص، بدون إغفال العمال الأحرار.

حملة التلقيح ضد “كوفيد 19” مستمرة؛ فكيف تقيّمون تفاعل المواطنين معها؟

❊❊ في البداية أود الإشارة إلى أن مصلحة طب العمل التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببومرداس، كانت من بين المصالح المجندة للتطعيم منذ انطلاق الحملة بداية العام الجاري؛ إذ شاركنا عبر 4 فرق في جل الحملات المفتوحة لصالح المواطنين كافة، وكانت البداية طبعا بالتكفل بالمرضى المزمنين وكبار السن، ولكن مع توجه السلطات الصحية نحو تنظيم عمليات التطعيم ضمن الحملة الوطنية المكثفة للتلقيح ضد الفيروس، لاسيما مع تسجيل ارتفاع الإصابات خلال الموجة الثالثة، انخرطنا في هذه الحملة، فبادرنا، من جهتنا، كمصلحة طب العمل، بوضع برنامج خاص، يقضي بالتوجه نحو المؤسسات في القطاعين العام والخاص، من أجل تطعيم الموظفين. وقبل ذلك، نظمنا بالتنسيق مع دار الشباب “سعيد سناني” ببلدية بومرداس، حملة لتطعيم العمال، وإن تطلّب الأمر تنظيم عملية مماثلة مستقبلا، فنحن مستعدون لذلك.

قبل ذلك، كيف برمجتم عملية التلقيح لصالح الموظفين؟ وكيف كان إقبال هؤلاء؟

❊❊ أولا، بدأت العملية بإشراف مديرية الصحة والسكان، التي نسقت مع بعض المؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص، حيث كانت البداية لصالح عمال الشركة الوطنية للهندسة والبناء، وكذا موظفي الإدارة العمومية بالتنسيق مع مصالح الولاية، ثم بدأت تتوسع تدريجيا؛ بحيث أصبحنا نتلقى يوميا ما بين 3 و6 إرساليات من قبل مؤسسات من القطاعين؛ بهدف تنظيم حملة لتلقيح عمالها. ونذكر في السياق، منظمة المحامين لناحية بومرداس، ووحدة بومرداس للديوان الوطني للتطهير، ومديرية السياحة والصناعة التقليدية. ومازلنا - كما قالت المتحدثة - بصدد تلقي الطلبات. ونؤكد أننا ننظم حملة تلقيح ضمن مخطط عمل خاص، يتضمن إلى جانب الجرعة الأولى من اللقاح، خرجة أخرى نحو الإدارات وأماكن العمل، من أجل تلقي الجرعة الثانية، مثلما هو شأن هذه الأيام، عمال مؤسسة إعادة التأهيل لتيجلابين؛ إذ سنقوم بزيارة ثانية من أجل تمكينهم من الجرعة الثانية. ونشير أيضا ـ تقول الدكتورة ـ إلى تنظيم حملة تطعيم بمركز النشاط الاجتماعي التابع للولاية. كما تم تطعيم عمال وموظفي الأسلاك الأمنية والحماية المدنية، بدون إغفال بعض الجمعيات، حيث كان التنسيق مع جمعية مساعدة مرضى السرطان لتلقيح مرضى الداء بمقر الجمعية بحي الساحل مؤخرا، إلى جانب التنسيق مع المنظمة الجزائرية لترقية السياحة وإحياء التراث، التي نسقت مع مديرية السياحة لتلقيح عمال القطاع.

وأشارت المختصة في قطاع الصحة إلى استمرار هذه العملية، داعية عبر “المساء”، فئة العمال والموظفين وكافة المواطنين عموما، إلى التوجه نحو أقرب مركز طبي أو الفضاءات المفتوحة المخصصة، لأخذ اللقاح، الذي يبقى أحسن وسيلة لصد الفيروس التاجي، علما أن الدول الأجنبية خاصة الأوربية، تواجه، مؤخرا، موجة رابعة للفيروس، وهو ما يشجع على التعجيل بالإقبال على التلقيح.

هل هذا معناه أنكم تتوقعون موجة جديدة للفيروس، وارتفاع حالات الإصابة؟

❊❊ كل شيء وارد، مثلما قلت، فبعض الدول الأوروبية تعيش حاليا موجة رابعة من تفشي الفيروس، لاسيما المتحور “دلتا” شديد العدوى، حيث لجأت مؤخرا، مثلما تابعنا عبر وسائل الإعلام، إلى إغلاق كل الفضاءات العمومية المفتوحة، وفرض الحجر التام وهذا بالرغم من تسجيلها تقدما في عملية التلقيح. وهناك من يتحدث عن موجات أخرى مع تحور الفيروس؛ لذلك نريد أن يعي المواطن أن اللقاح حماية له وللصحة العمومية بشكل عام. وأدعو الجميع إلى الإقبال على التلقيح بدون تردد. وأريد هنا أن أشير إلى إقبال ملحوظ سجلناه في ذروة الموجة الثالثة، ولكنه بدأ يتراجع بمجرد الإعلان عن تراجع في عدد الإصابات اليومية، وهذا ما يجعلنا نبدي تخوفا من احتمالية موجة رابعة، وفي المقابل نتوقع ضغطا كبيرا في طلب اللقاح بالرغم من وفرة الجرعات.

هل مازلتم تسجلون رفضا أو تردد البعض في تلقي اللقاح؟

❊❊ نعم نسجل، وبصفة يومية في كل عملية تلقيح، رفض وتردد بعض الأشخاص والمواطنين تلقي اللقاح، ولكن نؤكد أننا نتمكن من إقناع هؤلاء بشكل عادي جدا؛ مثلا سجلنا، مؤخرا، حالة شاب مصاب بالسكري من النوع الأول وكذا ارتفاع الضغط الشرياني، جاء بنفسه إلى حملة التلقيح بإحدى المديريات، وفي الوقت الذي كنا نستعد لإعطائه جرعة اللقاح، وقف وطلب منا شرح مزايا هذا الأخير أولا، متسائلا إن كانت له مضاعفات، حيث قال بالكلمة الواحدة: “لم آت لتلقي اللقاح؛ فالبعض أكد عدم جديته..”، ولكن بعد أخذ ورد معه تمكنا من إقناعه، خاصة أننا كمصلحة طب العمل، سجلنا منذ بداية الحملة، تلقيح 7 آلاف مواطن، نسبة كبيرة منهم من فئة المرضى المزمنين، ولم نسجل أي أعراض جانبية للقاح؛ فمثل هذه الحالات نسجلها بصفة يومية. والسبب يعود لما يروَّج له عبر صفحات التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. ونتساءل لماذا لا يروّج هذا الفضاء الأزرق للأشياء الإيجابية مثل التلقيح؛ من أجل العودة للحياة الطبيعية؟ لأن هذا الوضع طال كثيرا. ووقفت شخصيا على حالات مرض نفسي سببه الوضع العام بسبب جائحة كورونا، وكان ذلك عند المرضى وعند الأصحاء؛ لأن الوضع العام أصبح لا يطاق، خاصة مع حظر التجمعات وتبادل الزيارات وغيرها من المناسبات الاجتماعية، التي أُجلت، وفرضت، بالتالي، عزلة كبيرة على الأفراد.. لذلك أنا أنصح الجميع بالإسراع في تلقي التلقيح، خاصة أن الدخول الاجتماعي على الأبواب...

على ذكر الدخول الاجتماعي، هل ستنظم حملات تلقيح بالمؤسسات التربوية والتكوينية وغيرها؟

❊❊ نعم بالتأكيد، نحن نتنقل إلى كل الإدارات والمؤسسات التي تطلب تنظيم عملية تلقيح لعمالها وموظفيها بدون استثناء. كما إننا مستعدون لتنظيم حملة تطعيم خاصة بالأساتذة، لاسيما أن القطاع التربوي يحصي نسبة كبيرة من العمال والموظفين، وسيكون ذلك وفق مخطط عمل خاص، لكن أجدد النداء بالتفكير مسبقا في هذا الأمر، والتنسيق مع مصلحة طب العمل حتى يتم ذلك في سلاسة تامة، خاصة مع توفر اللقاحات بالشكل الكافي. وأنا أشير هنا إلى عملنا المنسق كذلك مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين (المركزية النقابية)، قصد الوصول إلى تسجيل تغطية مرضية للعمال في ما يخص التلقيح ضد “كوفيد-19”.

وماذا عن العمال الأحرار والحرفيّين؟

❊❊  لم نغفل هذه الفئة أيضا؛ فنحن نظمنا حملة تلقيح لفائدتهم بدار الشباب “سعيد سناني”، واستقبلنا حوالي 200 شخص بصفة يومية طيلة الحملة. وكما أسلفنا الذكر، فممكن جدا تنظيم حملة مماثلة في الأيام القادمة. كما يمكن هؤلاء التوجه نحو الفضاءات المفتوحة للتلقيح بالمدن الكبرى أو بالمراكز الطبية، أو حتى التردد على مصالح طب العمل التابعة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية؛ فالتلقيح يشمل الجميع بدون استثناء، والكميات متوفرة.

هل من كلمة أخيرة نختم بها اللقاء؟

❊❊ أولا أوجه تحية شكر وتقدير لجريدة “المساء” على إتاحتها لنا هذه الفرصة للحديث عن عملية تلقيح فئة العمال. كما أوجه نداء إلى كافة العاملين بكل القطاعات بدون استثناء، بمن فيهم الأحرار وتجار النشاطات الحرة، بالتوجه لتلقي التلقيح ضد فيروس كورونا، وألا يستمعوا للإشاعات المغرضة التي هدفها التشكيك في مصداقية العملية. وأشير كذلك إلى أن مصلحتنا مفتوحة لفائدة العمال، ويمكن التقدم إلينا بجوار دار الشباب “سعيد سناني” للاستفسار أكثر عن كل ما يتعلق بعملية التلقيح ضد هذه الجائحة القاتلة.