طباعة هذه الصفحة

المحلل السياسي الليبي الدكتور محمود اسماعيل الرملي لـ "المساء":

نأمل أن يمنح دور أكبر لدول الجوار وفي مقدمتها الجزائر بقمة برلين

نأمل أن يمنح دور أكبر لدول الجوار وفي مقدمتها الجزائر بقمة برلين
  • القراءات: 2855
أجرت الحوار: شريفة عابد أجرت الحوار: شريفة عابد

أكد المحلل السياسي دكتور العلوم السياسية والقانون، محمود اسماعيل الرملي، في حوار مع "المساء"، على أهمية منح دور لدول الجوار وفي مقدمتها الجزائر، في مؤتمر برلين المزمع عقده يوم 19 جانفي الجاري، معتبرا أن أحد أسباب تفاقم الأوضاع في ليبيا خلال الأشهر الماضية هو الفراغ الدبلوماسي الذي تركته الجزائر متأثرة بالأوضاع التي مرت بها، موضحا أن حكومة  الوفاق الوطني تدعم الحل السياسي الذي تقترحه الجزائر، مع استعدادها لحضور أي اجتماع جامع مستقبلا ينهي حالة الحرب، شريطة أن يوضع حد للحرب التي تقودها مليشيات المشير خليفة حفتر ضد العاصمة، كما توقع المصدر أن تستعمل موسكو أوراق ضغط ضد حفتر بعد رفض هذا الأخير التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بموسكو.

❊ المساء: شهدت الجزائر حراكا دبلوماسيا في الفترة الأخيرة من أجل الدفع بالحل السياسي للأزمة اللبيبة والعمل على حقن الدماء بين الأشقاء الليبيين ما تعلقيكم؟

❊ د. محمود اسماعيل الرملي: إن الكثير من الليبيين يرون أن للجزائر دورا تلعبه في الملف الليبي، خاصة بعد ترتيبها الأمور السياسية الداخلية التي كانت تعيقها. فبعد انتخاب الشعب الجزائري لرئيس جمهورية جديد، استعادت ورقتها الدبلوماسية، وقد سجلنا عودة الجزائر إلى أوج حراكها الدبلوماسي بعد الانتخابات الرئاسية.

ولعل ما يقع في ليبيا اليوم، سببه انشغال الجزائر بالأوضاع الداخلية خلال الفترة الأخيرة، حيث كان ذلك فرصة استغلت من بعض الدول المتربصة للمساهمة في تحريك قوات حفتر وتقديم غطاء جوى وأرضي، حتى يسيطر على الجنوب والعاصمة طرابلس، ومع ذلك تعثر حملة حفتر رغم الدعم اللوجستى الكبير له.

❊ المساء: قامت الجزائر بجهود دبلوماسية من أجل الدفع بالتسوية  السياسية للملف الليبي وحقن دماء بين الفرقاء الليبيين، هل الليبيون مستعدون لقبول لقاء جامع لتسوية الأزمة بالطرق السلمية؟

د. محمود اسماعيل الرملي:  بدون شك، الجميع يحترم الجزائر التي أبدت رغبة في تقديم مبادرة لجمع الفرقاء، ونجزم بأن دعوتها لعقد مؤتمر جامع ستكون جيدة والكثير يعتبر الجزائر، قادرة على لعب دور كبير في ليبيا وتاريخها يشهد بذلك، ولكن سيظل العائق الرئيسى فى هذا هو استمرارية احتلال حفتر واستمرارية حصار العاصمة وبعض المدن وتهديدهم بالاجتياح، من دون أن ننسى الحرب التي تقوم بها ميلشياته.

ونرى أن ليبيا تنظر إلى الجزائر كبلد جار وشقيق وعلاقة ليبيا بالجزائر موغلة في القدم وليست وليدة اليوم، ولهذا فإن احتضان الجزائر لليبيين واستقبالهم أمر محمود من أجل كبح أطماع الراغبين في استغلال مقدرات ليبيا وفي مقدمتها الغاز.

❊ هل تتوقعون أن يأتي مؤتمر برلين بشيء ملموس ينهي الحرب الدائرة بليبيا، وماذا تنتظرون من مساهمات دول الجوار وفي مقدمتها الجزائر؟

مؤتمر برلين المبرمج يوم 19 من هذا الشهر، والذي كثر عنه الحديث، إلا أنه لا يتوقع أن يتمخض عنه حل فعلى للأزمة الليبية، ما لم يوقف نزيف الدماء ويمنع الدول المتدخلة سلبيا في الملف من التقدم، لن يحرك الأوضاع نحو الانفراج ما لم يتوقف التمرد الذي يقوده حفتر ويمنع الدول من دعمه بالسلاح من أجل إرساء آلية يكون فيها لدول الجوار دور وفي طليعتها الجزائر.

❊ ماهي في تقديركم شروط إنجاح الحل السياسي للأزمة في ليبيا ؟

سيكون مهما القول إنه بالإمكان الدعوة إلى لقاء واجتماع  ولكن هذا سيكون هاما أن تسبقه مشاورات معمقة لمعرفة من المستهدف وما النتائج المتوقعة من كل جهة، وهناك مقترحات قابلة للتطبيق مكتوبة تتوافق مع إشكالية المجتمع الليبي يمكن أن  تساهم الجزائر في تجسيدها من خلال مؤتمر جامع.

ومن ضمن أكبر إشكاليات الأزمة الليبية اليوم وتلك التي تقف في وجه الحل السياسي، هو الأعداد الكبيرة من الجنود، وهنا بإمكان الجزائر أن تلعب دورا مهما من خلال خلق آلية لسحب هذه المجموعات وعودتها إلى بلدانها عبر التواصل الدبلوماسي، والمساهمة في مراقبة الحدود وتطوير الاتفاقيات الأمنية المشتركة والسعي إلى مساعدة إيجابية لحماية الأمن القومى الليبي والجزائري من الإرهاب والهجرة والجريمة المنظمة وبيع السلاح.

❊ منذ بداية الحرب بليبيا، ما هي المعطيات الميدانية اليوم؟

لقد سجلنا أكثر من 890 غارة جوية من طيران المسير والعادي  على طرابلس ومصراتة والزاوية، وقد بدأت حملته ضد طرابلس، متوقعا أن يدخل خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة وهذا قد تجاوزت ميلشياته 281 يوما من دون تمكنه من ذلك.

أما على الصعيد الدبلوماسي، فهناك ضبابية كبيرة تطبع المشهد الليبي المخضب بالدماء، والذي استمر فى سيلانه منذ بداية هجوم حفتر على طرابلس يوم 4 أفريل 2019، كما أن العالم تناسى  إشكاليات ليبيا ولكن، ومع توقيع ليبيا لمذكرتي التفاهم مع أنقرة، بشأن التعاون الأمني والعسكرى وإبداء تركيا استعدادا لإرسال قوات لمساعدة حكومة الوفاق الوطنى، اتجهت الأنظار الدولية متسارعة إلى ليبيا ووضع الملف الليبي ضمن أولويات الاهتمام الدولي.

❊ ما هي خلفيات رفض حفتر التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بموسكو؟

من بين الأسباب التي يمكن القول إنها قد جعلت من حفتر يمتنع عن التوقيع هي الخوف من تصدع تحالفات حفتر القبلية الداخلية، حيت أن بعض من المتحالفين معه من بعض القبائل  كترهونة يرون أنهم لم يستشرهم في الأمر ويرفضون التوقيع  ويعتبرونه بيعا لهم، لأنه بهذا سيتركهم بالمنطقة الغربية، وهو ما سيؤدى إلى نتائج غير محمودة بالنسبة لهم، ومعلوم أن الميلشيات التي تقاتل مع حفتر جزء كبير منها من ترهونة كمليشيا الكانى واللواء 9 وغيرها.

ويضاف إلى العوامل الداخلية، العوامل الخارجية وفي مقدمتها، الضغط الوارد من الإمارات ومصر باعتبار أنهما حليفتان له، إلى جانب الرغبة في ألّا تكون تركيا راعية لملف توقيع الاتفاق بحيث يتولى التوقيع في اجتماع برلين نكاية في تركيا.