يؤمن مغني الراب ومحبوب الشباب عزو بأنّ للموسيقى مفعول سحري، لها قدرة الانسياب إلى مكنونات النفس البشرية من دون حواجز أو استئذان، لذلك وجب استغلالها لتكون بحق أداة توصيل الفن الراقي والقيم السامية والنبيلة، من جهة أخرى يؤكّد هذا الفنان على تفعيل مهرجان تيمقاد أكثر ليكون صوتا للفن الجميل يجمع الناس على المحبة وعلى جميل الذكريات في جزائر الأمن والأمان.
^ كيف وجدت جمهورك في مهرجان تيمقاد؟
^^ شرف كبير لي أن أجدّد الوصال مع جمهوري الشاب الوفي في مهرجان تيمقاد الدولي الذي يمثّل ذخر الثقافة الجزائرية ودعامة من دعائمها، كما أن الطبعة مميزة وتنشط فعالياتها في ظروف مميّزة تعيش فيها الجزائر تهديدا لتفتيت وحدتها الترابية والنيل من استقلالها الوطني، وقد لفت انتباهي شعار هذه الطبعة "شعب واحد ووطن واحد"، وهو بحق رسالة قوية للداخل والخارج، وأرى أنّه من الجميل أن يتجاوز المهرجان حدود الاستمتاع والترفيه ليطرح في نفس الوقت قضايا وطنية يوعي بها الجمهور، خاصة الشباب، وهي مبادرة نثمّنها كفنانين.
^ هل تعتقد أن موسيقى الراب قادرة على توصيل مثل هذه الرسائل والشعارات؟
^^ تحرص أغنية الراب على الأداء الصوتي والآلات الموسيقية المتنوّعة، وبشكل كبير على المواضيع المطروحة التي تحمل معان عديدة تنبثق من عمق المجتمع، بالتالي يتشكّل حوار متناغم يصل في النهاية إلى الشباب ليستلهم منه ويتعلّم.
^ ماذا عن الحركات التي يستعملها مغنو الراب؟
^^ هي طريقة يلجأ إليها مغنو الراب لجلب الجمهور وغالبا ما تكون بأساليب طريفة بعيدة عن الخطاب الخشبي المباشر الذي ينفر منه الشباب.
^ لكن هناك من يعاتبكم على هذا الأداء الذي يحمل بذور الانحراف؟
^^ هذا اعتقاد خاطئ ولا يعكس نوايا المغني الملتزم برسالة الفن والملم بثقافة عالية، فبخصوص عناوين بعض الألبومات مثلا، فهي تندرج ضمن "فنيات التسويق" وماعدا ذلك ففن الراب يحمل رسالة مهمة يبثها بأسلوب بسيط ومفهوم وفي متناول الشباب.
^ هل ظاهرة تقليد الغرب واجبة في فن الراب؟
^^ أنا ضد كل تقليد أعمى، فالعمل الجاد يحتاج لإبداع واجتهاد حتى يكون بديلا لما هو سائد، بالنسبة لاستعمال اللغة الأجنبية فهذا ليس عيبا، لكن شرط أن يتم في سياقه ودون الانغماس في تقليد الآخر والتخلي عن قيمنا وركنها جانبا.
فن الراب أصبح سلطة في المجتمعات، فمن خلاله حلت بعض المشاكل، ومن أمثلة ذلك فرقة "بينك فلوييد" التي توج عملها بسن قانون منع ضرب أطفال المدارس بعدما شنّت حملة على هذه الظاهرة.
^ كيف وجدت "تيمقاد 2015" وما تعليقك على الوقفة الخاصة بالراحل كاتشو؟
^^ جمهور تيمقاد ذوّاق للفن، لقد عرفته في طبعات سابقة كثيرة، ناهيك سحر المدينة الأثرية التي ستبقى شاهدة على أعمال كل الفنانين الذين مروا بها، أنوه بجمهوري الشاب المنسجم مع أدائي ويدرك قيمة الفن، أمّا بخصوص الوقفة التكريمية للراحل كاتشوو فبودي أن أشكر عليها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، صاحب المبادرة التي ثمّنت أيضا أعمال المرحوم الذي فقدته الجزائر وكان رمزا للوطنية ومن الأصوات التي نشرت الأغنية الشاوية.
^ كلمة ختامية.
^^ أشكر "المساء" على هذه الفرصة الثمينة، ومن هذا المنبر أطلب من الشباب الذي لديه نية "الحرڤة" أن يعود إلى رشده  ويلتف حول مشروع الوحدة الوطنية، فلا وطن لنا سوى الجزائر.