طباعة هذه الصفحة

المحلل السياسي الليبي، إسماعيل السنوسي في حديث لـ "المساء"

ليبيا تعيش حالة "لا حرب ولا سلم" تستدعي تحركا فوريا لتفادي أي انزلاق

ليبيا تعيش حالة "لا حرب ولا سلم" تستدعي تحركا فوريا لتفادي أي انزلاق
المحلل السياسي الليبي، إسماعيل السنوسي
  • القراءات: 1567
أجرت الحوار: شريفة عابد  أجرت الحوار: شريفة عابد

ربط المحلل السياسي الليبي، إسماعيل السنوسي نجاح اتفاق وقف إاطلاق النار الموقع مؤخرا بين  فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وعقيلة صالح رئيس برلمان طبرق، بضرورة الدخول في مفاوضات سياسية جادة بهدف إنهاء الأزمة المتعددة الأوجه التي تتخبط فيها البلاد، تزامنا مع انسحاب فوري لقوات الجانبين المتحاربين من محيط مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية وإقامة منطقة عازلة بينهما ضمن خطوة أولى تمهد لإعادة تشغيل موانئ  تصدير النفط ووضع مداخيل مبيعاته في حسابات شركة النفط الليبية.

وعاد المحلل السياسي الليبي في حديث أجرته معه جريدة "المساء" إلى الضجة التي أثيرت حول قرار الوزير الأول، بتعليق عضوية وزير الداخلية، فتحي باشاغا في انتظار مثوله أمام المجلس الرئاسي، للرد على عملية إطلاق النار التي استهدفت متظاهرين سلميين في العاصمة طرابلس مؤخرا، حيث أكد بأن التحقيقات الأولية أكدت أن الاعتداءات والتجاوزات نفذها خارجون عن القانون وعناصر مجموعات مسلحة لا تتبع وزارة الداخلية" بما يستدعى التحقيق في القضية.

كما أرجع السنوسي حملة الاعتقالات التي طالت مواطنين في مدينة سرت الخاضعة لسيطرة اللواء المتقاعد، خليفة حفتر إلى خروج سكانها للتنديد بتصرفات المرتزقة الروس من عناصر مجموعة "فاغنر" الذين فرضوا منطقهم على السكان مما دفع بهم إلى رفض هذا الواقع ضمن مظاهرات أدت إلى مقتل مواطن دهسا تحت سلاسل عربة مدرعة في نفس الوقت الذي اعتقل فيه عشرات المواطنين وخاصة في منطقة بوهادي، معقل قبيلة القذاذفة التي ينحدر منها العقيد الليبي معمر القذافي، والتي تم محاصرتها وقطع جميع الاتصالات عنها لمنع تسريب التجاوزات التي تعيشها.

ووصف المحلل الليبي، المشهد العام في بلاده في الوقت الراهن بـ "الغامض" في ظل حالة احتقان يمكن وصفها بـ"حالة لا حرب ولا سلم"، منذ أن تمكنت قوات حكومة الوفاق بمساعدة تركية ـ قطرية من إلحاق هزيمة بقوات حفتر وإفشالها لهجومه على العاصمة طرابلس رغم المساعدات العسكرية التي ضمنتها له دول فرنسا وروسيا ومصر والإمارات المتحدة والعربية السعودية، ورغم وصولها إلى تخوم مدينة طرابلس، قبل أن تندحر متراجعة على مسافة 500 كلم باتجاه مدينة سرت والجفرة في وسط شرق البلاد.

وأضاف أن الوضع العسكري العام بلغ حالة من الجمود بعد تلك التطورات بما يتطلب الإسراع في تجسيد قرار وقف إطلاق النار لتفادي أي انزلاق عسكري محتمل في ظل حالة الترقب القائمة منذ ذلك الاتفاق وخاصة في ظل الحشود العسكرية التي زج بها الجانبان في سرت والجفرة مما دفع إلى تحرك المجتمع الدولي عبر وساطة ألمانية مدعومة أمريكيا، إلى جانب التفاهمات الروسية ـ التركية وعززتها التحركات العربية والإفريقية والتي ساهمت جميعها في التوصل إلى إعلان وقف إطلاق النار.

ورغم أن الإنجاز شكل اختراقا حقيقيا على طريق إنهاء الحرب الأهلية، إلا أن ذلك لم يمنع المحلل السياسي الليبي من القول بأن  الاتفاق "لايزال هشا" بما يتطلب كما قال بتسريع وتيرة استكمال الخطوات التي يفرضها الموقف لفض الاشتباك وإبعاد قوات الطرفين عن سرت والجفرة.

ووصف إسماعيل السنوسي هذه الخطوة بـ"الهامة جدا" لتكريس نجاح أي حوار سياسي قادم بين حكومة الوفاق الوطني وبرلمان طبرق بكيفية تضع الترتيبات العملية لإنهاء الأزمة الليبية وإعادة الأمن والاستقرار لليبيا وكل المنطقة.