العربي براح ابن ونوغة (المسيلة) لـ"المساء":

لقبوني بالأرشيف الذي هزم الكمبيوتر

لقبوني بالأرشيف الذي هزم الكمبيوتر
  • القراءات: 1219
حاوره: جمال. حاوره: جمال.
لم نكن لنسمع به لولا صيته الذي تعدى حدود بلديته ونوغة، هو أرشيف متنقل يحمل دفاتر الحالة المدنية لسنوات فاقت القرن بكبارها وصغارها، شيوخها وعجائزها، بنيها وبناتها، فكل ما تحتاج إليه يجيبك العربي عنه في لمح البصر. "المساء" زارته في بيته ليحدثنا عن ظاهرة الحفظ التي تميز بها دون غيره، فجمعتنا به هذه الدردشة القصيرة في بيته بعد أن أحيل على التقاعد.
- "المساء": هل لقراء "المساء" أن يعرفواالعربي براح؟
— العربي براح من مواليد عام 1957 ببلدية ونوغة، عملت موظفا بالبلدية منذ 36 سنة وبالضبط في تاريخ 01 /08 /1976، متزوج وأب لـ 07 أبناء، قضيت كل السنوات في مصلحة الحالة المدنية..
- كيف اكتشف العربي موهبة الحفظ هذه؟
— لم أعرها أي اهتمام، كل ما في الأمر أنني وجدت نفسي أحفظ كل اسم أقرأه ولمرة واحدة فقط.
- وحتى الأسماء الحديثة خاصة أنها مركبة؟
الأمر لدي سيان، فأنا أحفظ سجلات الحالة المدنية عن ظهر قلب.
- هل لك أن تحدد لنا الأرشيف الذي تحمله في رأسك بمعنى أكثر من وإلى أين؟
 أخزن أرشيف لأكثر من قرن، وبالتحديد من تاريخ عام 1892 إلى غاية سنة 2012.
- يقال بأن العربي هزم الكومبيوتر؟—
 أكيد.
- وكيف ذلك؟
— لأنني أحمل أرشيفا في فكري دون الحاجة إلى الرجوع إلى أقراص صلبة أو مضغوطة، فهو جهاز يتعطل كلما انقطع التيار الكهربائي ويحتاج إلى تهيئة، أما العربي فيبقى أرشيفه جاهزا كلما احتاجه.
- هل هناك سر يحتفظ به العربي لنفسه جعله بمثل هذه القدرة على الحفظ؟
— ربما حب المهنة ليس إلا.
- بعد 36 سنة من العطاء وهب فيها العربي أعز أيام شبابه، ما الذي منحته الوظيفة للعربي؟
(بعد أن زاوج بين بسمة وتنهيدة طويلة)، كما ترى "أقبع الآن بين جدران سكن وظيفي" وأشكر جريدة "المساء" على هذه الالتفاتة الطيبة، ومن خلالها إلى كل قراء الجريدة ولكل من يحترم العربي.