مصادر دبلوماسية تؤكد لـ "المساء" من موسكو:

لافروف في الجزائر نهاية الشهر

لافروف في الجزائر نهاية الشهر
  • القراءات: 3230
موسكو/ حنان حيمر موسكو/ حنان حيمر

كشف سفير الجزائر في موسكو السيد إسماعيل علاوة لـ "المساء"، عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نهاية فيفري، مشيرا إلى التحضير لزيارات مسؤولين جزائريين موسكو السنة الجارية. وأكد أن هذه الزيارات من شأنها تحفيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ من خلال تأكيد الإرادة السياسية للجزائر وروسيا لتعزيزها.

❊ المساء: تحتفل الجزائر بمرور 15 سنة على تصريح التعاون الاستراتيجي الموقّع في 4 أفريل 2001 مع روسيا، وتزامن ذلك مع انعقاد منتدى هام لرجال أعمال البلدين وكذا لزيارة مرتقبة لوزير التجارة والوزير الأول خلال السداسي الأول من السنة الجارية، هل هذا مؤشر عن عودة قوية للعلاقات بين الجزائر وروسيا لاسيما في الشق الاقتصادي؟

❊❊ السيد إسماعيل علاوة: في الواقع، إن العلاقات بين الجزائر وروسيا لم تتوقف أبدا ولم يشبها أي تقصير من أي طرف، بل بالعكس. وكما قلت في المداخلة التي ألقيتها في افتتاح المنتدى، هناك ظروف موضوعية جعلت البلدين يبتعدان عن بعضهما البعض شيئا ما من الناحية الاقتصادية والتجارية والتبادلات، لكن العلاقة السياسية بقيت على نفس المستوى منذ السنوات التي سبقت استقلال الجزائر. فأيام حرب التحرير الوطني كان للاتحاد السوفييتي موقف مؤيد للثورة الجزائرية. وبعد الاستقلال كان هناك آلاف الإطارات الجزائرية تكونت بروسيا، ومئات الأساتذة والأخصائيين والمهندسين والأطباء كوّنوا أجيالا من الإطارات بالجزائر، لكن طرأت ظروف موضوعية بالبلدين، تميزت خصوصا بمراحل انتقالية مرا بها، جعلتهما يركزان على تنظيم بيتهما أكثر.

واليوم هناك محاولة لتنويع الاقتصاد والخروج من التبعية للمحروقات بالبلدين، وهو ما فتح الباب أمام المتعاملين الجزائريين والروس، للبحث عن فرص أعمال. فالمنتدى هو الأول من نوعه من حيث الحجم وعدد المتعاملين الجزائريين المشاركين فيه وعدد القطاعات الممثلة، تقريبا كل قطاعات النشاط الاقتصادي حاضرة في الوفدين الجزائري والروسي، وطبعا العلاقة السياسية هي أولا شرط يجب توفره لمرافقة هذا الجهد للمتعاملين الاقتصادين والوصول إلى مستوى، على الأقل، مقبول.

في هذا السياق، نحن نحضّر لزيارة رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف إلى الجزائر نهاية هذا الشهر، كما نحضّر لزيارات على أعلى مستوى من الجانب الجزائري ولكن لم يحدَّد تاريخها بعد. وما يمكنني القول إنها مبرمجة، وهو ما يزيد تقوية العلاقة ما بين الجزائر وروسيا، ويسمح للمتعاملين الاقتصاديين بأن يقولوا إنه على الأقل من الناحية السياسية هناك تحفيز من السلطة السياسية.

❊ بالنسبة لكم كسفارة، وعدتم بمرافقة رجال الأعمال في مساعيهم، ليس فقط بالكلمات والخطابات وإنما ميدانيا، كيف ستتم المرافقة؟

❊❊ ككل سفارة، ما نقوم به أولا هو إعلام المتعاملين الجزائريين بالفرص التي تقدمها السوق الروسية، ليس فقط من حيث الفرص التجارية المحضة ولكن كذلك فرص الشراكة، وفي نفس الوقت نساعد الشركاء الروس على اكتشاف السوق الجزائرية وما تقدمه من فرص للشراكة والتجارة، وهذا يدخل في إطار العمل العادي والروتيني لكل سفارة.

كما نعمل على التعريف بالمنشآت الجزائرية، فنحن في اتصال مع العديد من الشركات الروسية التي تطلب استفسارات عن السوق والعمل في الجزائر للتجارة أو الاستثمار والشراكة.

ولما يتعلق الأمر بدولتين كانتا منهمكتين لأكثر من عشرية، على إعادة ترتيب البيت من الناحية السياسية والاقتصادية، يمكن الإشارة إلى أن الأولويات تغيرت خلال هذه الفترة، والآن هناك رغبة في إعادة العلاقات إلى سابق عهدها بقوة، خاصة أن روسيا تعيش في الظرف الحالي أزمات، وقررت منع دخول بعض السلع من بعض الدول، فعلى المتعاملين الجزائريين أن يخوضوا معركة دخول السوق الروسية.

❊ ربما هي فرصة لكسر تلك الصورة التي تُظهر بأن الجزائر وروسيا علاقتهما تقتصر فقط على مجال الأسلحة؟ 

❊❊ أتفق معك على أنها هي الصورة المنتشرة عموما، والتي تقصر العلاقة بين البلدين في التعاون العسكري. فعلا هناك تعاون عسكري، ونحن نفتخر به، لكن التعاون بيننا لا يقتصر على هذا القطاع، بل يمس قطاعات أخرى، وهذا المنتدى بداية مسار، وأنا شخصيا أعتبره خطوة تفتح الأبواب لما هو أكثر.