العقيد المتقاعد العربي شريف لـ "المساء":

لائحة البرلمان الأوروبي حركتها باريس والشعب سيرد يوم 12 ديسمبر

لائحة البرلمان الأوروبي حركتها باريس والشعب سيرد يوم 12 ديسمبر
  • القراءات: 3416
حوار: شريفة عابد حوار: شريفة عابد

أدان العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي شريف، في حوار مع "المساء"، مضمون لائحة البرلمان الأوروبي حول الجزائر، واعتبرها "محاولة من فرنسا للتشويش على المسار الانتخابي الذي سيخوضه الشعب الجزائري بقوة"، متوقعا في هذا الصدد أن يفوق مستوى هذه المشاركة ما يتوقعه الجميع. كما اعتبر محدثنا اللائحة، "تعبر في مضمونها عن انزعاج باريس من سلمية الحراك وقوة الهبّة الشعبية التي كرسها وعدم تقبلها ضياع مصالحها بعدما تم عزل أذنابها نهائيا عن دوائر القرار".

المساء: ما هي قراءتكم للائحة البرلمان الأوروبي من ناحية الشكل والمضمون؟

❊ عبد الحميد العربي شريف: اللائحة الأوروبية هي في الحقيقة فرنسية بامتياز، لأن فرنسا هي من تقف وراء كل هذه المناورة التي تهدف إلى الابتزاز والضغط على الجزائر. وأنا اعتبرها في الوقت الراهن العدو الأساسي للجزائر، حيث تقف مرعوبة من الحراك الشعبي الذي كرس تلاحم الشعب والجيش وبرهن عن إعلاء الشعب الجزائري لمصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر.

كما أزعج باريس أيضا انقلاب الموازين في الجزائر، حيث كان الخاسر الأكبر كل رجالاتها الذين هم الآن خارج مراكز صناعة القرار، وبالتالي فإني أصنف اللائحة "المشينة" التي صدرت عن البرلمان الأوروبي في خانة "عملية ابتزاز وضغط فرنسية بسبب ضياع مصالحها في الجزائر".

❊ في تقديركم، ما هي نتائج لائحة البرلمان الأوروبي على الجزائر سياسيا مستقبلا؟

نتائج لائحة البرلمان الأوروبي على الجزائر لا قيمة لها، لأنه ببساطة، الجزائر دولة كاملة السيادة وليست من الدول التابعة للاتحاد الأوروبي ولا تدور في فلكه. أما نتائجها السياسية على الداخل، فهي تعد عملية تشويش فاشلة على المسار الانتخابي، كما أنها ورقة توظفها فرنسا مع أذرعها الداخلية، كمحاولة لضرب وعرقلة مسار الجزائر للخروج من عباءة فرنسا، التي لم تتقبل الأمر وتعتبره غير مقبول بالنسبة لها، لاسيما وأنها متأكدة أن الهبّّة الوطنية مزعجة وستغير الكثير لصالح الجزائر مستقبلا.

❊ هل يمكن أن تشوش اللائحة فعليا على مصداقية انتخابات 12 ديسمبر؟

الشعب الجزائري سيكون في الموعد، ردا على كل المناورات اليائسة، لاسيما وأن موعد 12 ديسمبر سيغير الجزائر والجزائريين نحو الأفضل، كونه يؤسس للقطيعة مع الماضي، وسيكون هذا الموعد تاريخا فاصلا، حيث سيلحق بالركب كل من تخلف عنه.

فهي سنة التغيير، حيث النخبة تقود والعامة تتبع بمراحل، ولكن في الوعي الجماعي سيكون الرد بقوة، مع العلم أن ظاهرة العزوف عن الانتخابات تعتبر، ظاهرة عالمية، والجزائر ليست استثناء ولكن مقارنة بما سبق من مواعيد انتخابية، ستكون استحقاقات 12 ديسمبر الجاري، قوية وتعكس إرادة الشعب وتمسكه بمؤسساته وستكون لها مصداقية كبيرة في الداخل والخارج.

❊ لماذا في رأيكم يتم في كل مرة توظيف منطقة القبائل لإعداد تقارير مشبوهة من قبل منظمات أجنبية؟

لقد عمل جهاز "الدياراس" منذ القدم على جعل منطقة القبائل ورقة ضغط، مثلما فعلت فرنسا أيام الحقبة الاستعمارية، لكننا اليوم في وضع مخالف، حيث ترتفع الأصوات الحرة بمنطقة القبائل لتقاوم هذه المخططات وتعمل على نشر الوعي هناك. وفي اعتقادي، هناك عمل كبير ينتظر الجزائر لاسترجاع اللحمة الوطنية ومنع النشاطات الفرنسية بالمنطقة، علما أن أشرس المجاهدين والمقاومين لفرنسا كانوا من المنطقة، ولذلك الاختراق قائم، ويجب القيام بعمل كبير لقطع أيادي المخربين.

❊ ماهي انعكاسات اللائحة على مستقبل علاقات الجزائر مع دول الاتحاد الأوروبي؟

إذا نظرنا إلى النتائج المتوقعة على العلاقات الثنائية، فإن الجزائر كاملة السيادة وهي ليست غارقة في المديونية أو تحت خطر حرب أهلية، فنحن بفضل الله وقوته محصنين بجيش قوي وقيادة مجاهدة وشباب على درجة عالية من الوعي والفطنة.

كما أوكد أن مسلسل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا مستبعد تماما في بلادنا، لأن الجزائر بجيشها وشعبها تتصدى بحكمة وذكاء لسيناريو التدخل في شؤونها الداخلية، بدواعي إنسانية إو تحت غطاء حماية الحريات، فهذه الأوراق باتت مفضوحة ومكشوفة. كما أن القيادة العسكرية وعلى رأسها الفريق قايد صالح يذكر في كل مناسبة بضرورة الرد على كل المناورات الداخلية وخارجية.