الفنان التشكيلي إبراهيم بن رمضان لـ:"آفاق":

لا يمكن للفن التشكيلي أن يتطور بدون اهتمام الدولة

لا يمكن للفن التشكيلي  أن يتطور بدون اهتمام الدولة
  • القراءات: 1540
إبراهيم بن رمضان من مواليد ٢٧/١١/١٩٧٧ بسكيكدة، ٤٢ نهج مصطفى فروخي. فنان تشكيلي متحصل على عدة جوائز، وله قدرات فنية خارقة في إنجاز لوحاته بصورة جمالية معبرة. شارك في العديد من الملتقيات، منها ملتقى توأمة بين رسام وشارع، وله عدة مشاركات أخرى، فتحت له أبواب الفن على مصراعيها. قليل الحديث، ملتزم الصمت، لكن أعماله هادفة جدا وكثيرة التعبير والدقة والفنيات. له بصمات خاصة في الريشة والألوان والتعامل معهما بصبغة خاصة لها أبعاد روحية وذوقية جمالية؛ إذ تلفت الأنظار وتهز مشاعر المتفرج على لوحاته إلى درجة أنه تُوّج بتكريم من طرف والي ولاية سكيكدة سنة ٢٠١٠.
حدثنا عن بداية فنك التشكيلي؟
بدايتي في الفن التشكيلي كانت بالمدرسة الابتدائية الغزالي سكيكدة، بعدها بمتوسطة صالح سعدي مرج الديب مع أستاذة الرسم، ثم التحقت بمدرسة الفنون الجميلة ٢٠٠٦ أحسن شبلي سكيكدة بتوجيه من المعلم بوعيطة حسان متخصص في الفنون الجميلة بعد اكتشافه الموهبة في المعرض بالمركز الثقافي البلدي علي تليلاني. تدربت على يد الأستاذة سعيود في الرسم. أما الفن فعلى يد مدير المدرسة الفنان الكاتب لشهب عبد العزيز خلال المعرض الأول بأحسن شبلي للفنون الجميلة. شاركت في المسابقة الوطنية للفنون التشكيلية بالجلفة ٢٠٠٧، مسابقة شهيد رمز الأمة، ونلت الجائزة الثالثة سنة ٢٠٠٩، كما نلت شهادة تهنئة من طرف دار الشباب والرياضة بسكيكدة، وأيضا من طرف والي سكيكدة سنة ٢٠١٠. كما نلت عدة جوائز محلية، منها الجائزة الثالثة بمدينة عزابة سنة ٢٠١٠، وأيضا تشجيعات كثيرة من مختلف المدارس والثانويات.
هل يتفاعل الفنان التشكيلي مع مختلف القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تحيط به؟ وكيف يمكن التعبير عن ذلك فنيا؟
نعم يجب على الفنان أن يتفاعل مع مختلف القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تحيط به، خاصة أنه ابن البيئة والمحيط الذي يعيشه ويتنفسه؛ لأن الفنان كالشاعر؛ إذ يتفاعل مع كل ما يراه ويحسه، فتكون نفسه مقياسا للآخرين؛ لأن هذه القضايا تهمه وتهم مجتمعه؛ إذ نستطيع القول إنها رؤية شاملة، لذا فالفنان الذي يعايش الأحداث تجده دوما فنانا ناجحا وله تقنيات خاصة؛ فأنا أيضا متفاعل مع مختلف قضايا المجتمع والإنسانية التي تحيط بي؛ لأنني أتنفس نسيمها وأشتم رائحتها وأجول في أزقتها وأحيائها. أستطيع أن أصوّر وأتصور كل ما هو موجود ومحسوس بإدخال صبغة خاصة من تقنياتي المأخوذة من المناظر، من التاريخ أو بصورة أدق من الحياة.
هل يمكن للفن التشكيلي أن يتطور بدون اهتمام الدولة؟
بصراحة، لا يمكن للفن التشكيلي التطور بدون اهتمام الدولة، كما هي الحال في الدول المعاصرة؛ فالدولة تستطيع أن تطور هذا الفن؛ لأنه يحتاج إلى الكثير من الأشياء الفاعلة التي تؤهّله لأن يصبح في مرتبة راقية ويتطور من درجة إلى درجة أخرى، مثلا في ملتقى توأمة أتيحت لنا الفرصة بهذا الاهتمام، وكانت ناجحة بين شاعر ورسام، هنا الدولة ساعدتنا على كل ما يلزمنا لكي نعرض لوحاتنا وتكون لها بصمات في رصيد الفن، تؤهلنا إلى الأعلى والخروج من الضيق إلى الأبواب الواسعة والنور الساطع الذي يزيدنا بهاء وتألقا، وأيضا لأننا نحتاج إلى مثل هذه الأمور. وببساطة، الفنان يحتاج لمن يمد له يد العون ويخرجه من أزمته.
هل توجد أسماء تستطيع مواصلة مسار بيكاسو، ودولاكروا...؟
نعم توجد أسماء تستطيع مواصلة هذا المسار الفني الراقي الذي نال شهرة عالمية وأسماء لمعت في الفن كالنجوم الساطعة؛ لأنها تفننت وأبدعت، فكانت ثمرتها رواجا... نحن نقول عنهم الكثير والكثير.. فهناك أسماء تسلك مسلك هؤلاء العظام، وهم بولوداني جلال، عبد الحق بن عياش، بن عاشور نور الدين، لفتيح عبد الحكيم، نبيل صيفي... فقط مثل هذه الأسماء تبحث عن أياد آمنة تمتد لعونها، فلو تتاح لهم الفرص سيصنعون لا محالة مثلما صنع أولئك العظام.
كفنان تشكيلي، من أين تستلهم لوحاتك؟
والله، الفن طويل وعريض وشاسع كشساعة هذا العالم المملوء بالأشياء؛ فالطبيعة تلهمني الكثير... البحر يغازلني بشدي من ذراعي، وأيضا السماء والماء وكل ما هو موجود في هذا الكون، وباختصار أستلهم لوحاتي من الحياة.
جيد... هل الاحتكاك بالفنانين في مختلف المناسبات والبحث في عالم الريشة عامل أساس في نجاح الفنان وتطويره؟
أجل بطبيعة الحال؛ فالاحتكاك هام جدا؛ لأنه يطور أشياء كثيرة ويأخذ معلومات أكثر وتقنيات مختلفة من هنا وهناك، كما يعطي تأشيرة لدخول الفن وفهمه من جميع النواحي. هناك أشياء يكتشفها الفنان، ويكتسبها من الذين سبقوه على دراية ودراسة واهتمام كبير، فكلما احتك الفنان وبحث هناك المزيد من التأملات المستمرة والرؤية بدراسة المراجع للفن.
أخيرا... لن أطيل عليك أكثر، كلمة أخيرة تود قولها؟
أتمنى النجاح والازدهار في المستقبل لمواصلة المسار الفني لكل فنان في أحسن الظروف وفي أرض الجزائر البلد الرائد، وأقول هذه الجملة: "الفن التشكيلي القائد في البلد الرائد". كما أشكرك أنت على هذا الصنيع الجميل، وأشكر الجريدة أيضا على هذه الالتفاتة الطيبة التي أعطت نفسا كبيرا لإخراجنا من الضيق بإضاءتنا. ونشكر صفحة "آفاق" الناجحة صاحبة القلب الطيب والأيدي الآمنة التي امتدت للمواهب كالأيدي التي تنجد الغريق من غرقه وتنزع عنه الأوحال وما شابه ذلك.. أتمنى النجاح لكل مبدع، شكري لكم الكبير، أتمنى لكم السعادة وطول العمر.