مطرب الشعبي مصطفى بلحسن لـ ”المساء”:

لا أهتم بالسياسة والفنّ هو عالمي

لا أهتم بالسياسة والفنّ هو عالمي
  • القراءات: 2306
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ثمّن مطرب الأغنية الشعبية مصطفى بلحسن القانون الجديد للفنان الجزائري، الذي يراه بمثابة التقنين الفعلي لمهنة المغني، لاسيما فيما يخص الضمان الاجتماعي. وأشار خلال الحوار الذي جمعه بجريدة ”المساء”، إلى أن هذا القانون المصادَق عليه مؤخرا، كان نتاج كفاح الفنانين القدماء، الذين يعود لهم الفضل في تطبيق هذا القانون بعد نداءاتهم الطويلة.

 

هناك مطربون لم يؤيدوا فكرة تنظيم مهنة المغني وإعطائه الحق في الضمان الاجتماعي، ما رأيك أنت كفنان؟

نعم هناك بعض المطربين لم يتقبلوا هذه الفكرة رغم أنها غطاء وحماية لمهنتهم؛ لأن بعض الفنانين يعزفون عن التصريح بأرباح أعمالهم على مستوى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة؛ إذ سيُقتطع من هذه الأرباح مبلغ مالي، يتم به التعويض مستقبلا، لكني شخصيا أراها تنظم أكثر مهنة الفنان، وتعمل على ادّخار بعض ماله وحماية مستقبله.

 

 هل وصلت إلى تحقيق أمل جمع المعجبين بك ككبار الفنانين؟

بفضل ربنا الذي سخّر لنا كل شيء على الأرض، فإن من له إرادة قوية سوف ينجح بكل تأكيد، وأرى نفسي ذا حظ عظيم؛ كوني أجمع خلال كل مناسبة حشدا كبيرا من الجمهور الذي يتفاعل معي من أول إلى آخر كل عرض غنائي. وشغف الحضور هو ما يدفعني إلى الامتياز في كل حفل من خلال توظيف كل قدراتي عن طريق قصائدي لإمتاعهم. وفيما يخص البروز في الساحة الفنية ككبار الفنانين، أقول إنني لازلت أصبو إلى ذلك، وعدد المعجبين ما هو إلا مرآة تعكس جودة الفن الذي أعرضه. والحمد لله، فإلى حد الساعة أغلب حفلاتي هي تلبية لطلب الجمهور.

 

من هو الفنان الذي تأثرت بأعماله، والذي كانت له يد في بروزك في هذا العالم؟

بدون تردد أقول إني أحب المرحوم الحاج محمد العنقة، إلى جانب الحاج مريزق، والشيخ عمر الزاهي. أما بالنسبة لمسيرتي المهنية فقد ساعدني كثيرا الحاج الهاشمي رحمة الله عليه، وكان أول لقائي به سنة 2004 في المسرح الوطني الجزائري، حيث نشّط حفلا بمناسبة سنة القصبة؛ ترحما على الفنانين محمد العنقة والحاج مريزق، وحينها رحّب بي في هذا العالم، ودفعني إلى التمييز في هذا الطريق، كما شجعني كثيرا في تكوين اسم فني وسط الساحة، علما أن لكل فنان سرا في أعماله.

 

ما هي الرسالة التي تريد إيصالها للجمهور؟

بالنسبة لمطرب الأغنية الشعبية فالآلة هي الوسيلة التي تساعد على إيصال الرسالة للمستمع، وليس كما يظن البعض بأنها الكلمات فقط؛ لأن التواصل يتم أوّلا عبر الموسيقى التي يتفاعل معها الفرد، تليها القصائد التي تركها الصالحون القدماء من الأغنية الشعبية؛ هي نصائح تتناول مواضيع تربوية وأخلاقية واجتماعية، تعكس الحرمة والوقار والكرامة والتقدير، وهي الصفات التي يتميز بها المجتمع الجزائري.

 

من أين تستمد كلماتك؟

أعتبر نفسي بمثابة سفير الأغنية الشعبية؛ فهناك العديد من القصائد التي تستهويني وأحبّذ إحياءها خلال عروضي الغنائية. بعض القصائد تعود تواريخها إلى عدة قرون مضت، وما على الفنان الشعبي إلا إعادة عرضها بلحن وصوت جديد، إلى جانب شعراء معاصرين مثل ياسين أوعابد وزروق دغفالي، وبفضلهم ـ الحمد لله ـ ليس لديّ مشاكل فيما يخص القصائد.

 

هل تعاني من مشكلة القرصنة في السوق المحلية؟

باعتباري فنانا جديدا لم أدخل السوق بعد، فليس لدي دراية كافية لأحدّثكم عن وضعية سوق الأشرطة، إلا أنه من المعروف أن الفنان منذ الأزل يعاني من هذا المشكل، وبكل تأكيد سوف أواجهه حين أُخرج أول ألبوم لي خلال الصيف المقبل. لكني أثمّن جهود الجهات المعنية، التي تعمل بكل قواها على ردع ”تجار” السوق الموازية، والتي قطعت وعدا بملاحقة المقرصنين في العديد من المناسبات؛ الأمر الذي يجعل عمل الفنان محميا وغير مهدَّد؛ مما يساعد النجم على العمل بكل راحة وبدون خوف من شبح القرصنة. كما أقدّر مبادرة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، التي تعمل على إتلاف الدعائم المقرصنة وإن كانت مبادرة رمزية، إلا أنها تعمل على تخفيف عناء وسخط الفنان، وتوحي بأمل إمكانية القضاء على هذه الظاهرة المسيئة له.

 

هل لديك عمل آخر تسترزق منه إلى جانب الفن؟

لا، الفن هو مصدر رزقي، وأقدّس عملي، ورغم حداثتي في الميدان إلا أنني أحاول جاهدا البروز في هذا العالم.

 

هل تهتم بالسياسة؟

لا أهتم بالسياسة؛ كل ما أتمناه هو المستقبل الزاهر للجزائر ولأبنائها.

 

ما رأيك في الفِرق الشبابية الجديدة، التي ابتكرت طبوعا جديدا للأغنية الجزائرية بلهجة عاصمية؟

الفرقة الوحيدة التي حضرت أحد عروضها الغنائية والتي يمكنني تقييمها، كانت فرقة كامليون، وقد أُعجبت كثيرا بها، لاسيما أنها نجحت في جمع عدد كبير من المعجبين الشباب في ظرف زمني قياسي. والضجة التي أحدثتها كان لها صدى عبر كل الولايات وحتى بعض الدول الأجنبية على غرار فرنسا. وأرى أن كلمات هذه الفرقة نقية. وأتمنى لكل طَموح مهما كان الطبع الذي يقدّمه، التوفيق والنجاح في عمله.

 

هل نجحت ”ألحان وشباب” في إبراز فنانين متألقين؟

إلى حد الساعة أقول بكل صراحة، لا. ونصيحتي لكل متخرج من هذا البرنامج، بأن يعمل جاهدا بعد فوزه باللقب للبروز والتميز في الساحة الفنية؛ لأن هذا البرنامج يعمل فقط على فتح المسار أمام الشباب وليس تأطيرهم.